* * * مكتظ بك * * *
لا تسعني قمصان المساء
و الطواف بذبذبات صوتك
و لا يقترف صفاتي هذا التّأوه
المنهمر من لغتي
تجبرني قدسيّة اسمك
للتّرنح خارج أوردة الأبجدية
و التّسكع بجموح العواصف
داخل لهفة المسافة المشلولة
بغبش الانتظار
يفيض بي شمعدان الجسد
ايذانا بحمّى الشوق
كلما أسرفت في التيه
على شرفات وجهك
يؤجج عمق الملح المترسب في زوايا الرّوح
قدح النبيذ المنسكب من عينيك
فيسكر الناي و الراعي
و يغفو على أفق المرايا صهيل الشمس
و تتمخّض كل غيمة
زخات بريد يكدّس معاني النّص
على جمر السّطور المغمورة باللّهاث
و لرياح المغفرة
تورق شجرتي غزارة الهمس
مكتظّ بك لا يسعني
انسدال الكلام على الكلام
و لا انتظار الاحتضار
مجبر على هتك أزرار اللّغة
و ابتكار مجرى دم خارج حدود الجسد
و اقتحام أسرار ركض النّبض
المختلج على أسوار الصّدر
مجبر على ضمّك
و نعتك بكل صفات الشّغف
مجبر على حضنك
بكل ألوان الطّيف و الفصول
علّها تهدأ
عنجهيّة هذا الجسد
مكتظ بك
كأنما فاض بي تنور المساء
و من نسائم عطرك
أغرقت خوابي العشق موائد الحنين
فأفلتت من معاقل شهوتي
صلوات الجوع و مواسم العطش
كأنما سامرت شرفة القمر
بشهقتي الأولى
التي علّقت بأنفاسي
زحمة العشق و الكلام
فكان لابدّ من ضمك
بطوفان الأحضان
~ طاهر الذوادي ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق