من المواقف التي ستظل عالقة بذاكرتي، من البرنامج الرائع على الناصية، للسيدة أمال فهمي رحمة الله عليها:
كنت كثير المتابعة لهذا البرنامج وعندما لم أتمكن من سماعه يوم الجمعة، انتظر إعادته يوم الأحد صباحا..
في حلقة من الحلقات تقابلت السيدة أمال فهمي مع إحدى السيدات التي كانت تمتاز برقة الصوت، وكان هذا ملاحظ جدا، وعندما سألتها السيدة أمال عن حالتها الإجتماعية صمتت السيدة قليلاً، ثم قالت بتنهيدة منفصلة
شعرت السيدة أمال فهمي بمدى الحزن على المرأه، وهي تنطق هذا اللفظ
فقالت: لم أتعود في البرنامج أن اخوض في تلك المسائل الشخصية، لكن بشكل عام أريد أن أعرف منك ما هي الصعوبات التي تواجهها المرأة المطلقة؟
كانت إجابة السيدة كالتالي، وبنبرة من الحزن، والأسى
أنا يا مدام أمال إمرأة مسالمة، لم أكن أتخيل يوما أعرف طريق المحامين، والمحاكم، لكن ظروف الحياة القاسية، مع عدم وجود نفقة للأولاد من الممكن أن تجبر المرأة على عمل أي شيء، وبالنسبة لي كان هذا هو الطريق الشرعي الذي لجأت إليه بعد نفاذ كل الطرق العرفية معه..
كان الصدق يفوح من حديث المرأة إلى الحد الذي كادت فيه أمال فهمي أن تبكي على حال السيدة وهي تحكي، لكن عندما جاء السؤال المعتاد في آخر البرنامج تحبِ تسمعي ايه
قالت الضيفة: أحب سماع أغنية فريد الأطرش، مانحرمش العمر من عطفك عليا.
أنهت السيدة أمال فهمي معها الحوار وكنت لأول مرة أشعر بجاذبية لتلك الأغنية لفريد
، لكن الغريب هو ما حدث في الحلقة التي تليها، قبل أن تبدأ السيدة أمال فهمي لقاءات البرنامج قالت في المقدمة أحب أن أرسل رسالة للزوج السابق للضيفة الحلقة الماضية، وأريد أن أقول له: بعد انتهاء التسجيل مع طليقتك سألتها لماذا قمت بإختيار تلك الأغنية
فقالت، والدموع تسيل من عينيها :
كنا نسمعها أنا وهو في مدة الخطوبة وبعد الزواج حتى إفتعل المشاكل معي،
إلى هنا انتهى حديث السيدة أمال فهمي
لكن الرائع والجميل هو أن السيدة أمال بعد هذا بإسبوعين قالت في البرنامج، أن الرجل قد أعاد زوجته، وتم حل ما بينهما من خلاف..
ما أريد قوله هنا
هل كل قضية طلاق في مصر أو مشكلة زوجية، سنحتاج فيها لبرنامج على الناصية وحديث المرحومة أمال فهمي، طالما معظم تلك المشاكل يتم حلها بكلمة، أو ذكرى جميلة، فأين هؤلاء الذين يحركون في الزوجين تلك الأشياء، حتى ينقذ أسرة من الإنهيار، والخراب؟
سبحان الله بكلمة تستقر أسرة، وبكلمة يتم تدمير أسرة، وبكلمة يلتقي القلبان، وبكلمة يفترقان، وبكلمة تتلاقى الأرواح، وبكلمة تُزهق أرواح، وبكلمة يخرج أبناء صالحون، وبكلمة أيضا يخرج فاسدون، كلمة واحدة، لنكن حريصين على ما نقول، ونفعل، فما الحياة إلا قطار مُسرع بارك الله لكل من ترك في محطاته ذكرى جميلة..
د.محمود الذكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق