لله درك مسجدٍا
أكرم بأرضٍ صانها الأحرارُ // وتسورتْ محرابَها الأبرارُ
سَقَت السماءُ علاءها برحيقها // وتسابقتْ لجِنَانِها الأطهارُ
الأنبياءُ بنوا صروحَ جمالِها // وجلالها فتوارت الأشرارٌ
والصالحونَ أتوا لنيلِ مدادِها // وتسابقتْ لعبيرها الأخيارُ
والمسجدُ الأقصى ربيعُ فصولها // عَظُمتْ بهِ الأنحاءُ والأنصارُ
مسرى رسول اللهِ أطهرُ بقعةٍ // تُثري الهدايةَ تَنهضُ الأقمارُ
للهِ درُّكَ مسجدًا متألقًا // جرت النبوةُ حولهُ الأنوارُ
وتعجُّ أصقاع الدنا من فرحةٍ // إن قد تراهُ تُغردُ الأطيارُ
في كلِّ دربٍ طُهرهُ متوثبًا // يروي الجنانَ وتنبتُ الأزهارُ
طمعَ الأعادي في ثراهُ المُفتدى // عاثوا فسادًا وانتشى السِّمسارُ
حتى أبادوا كلَّ خيرٍ ثابتٍ // وتوارت الأفراحُ والأسوارُ
وتآمرتْ رُسلُ الظلامِ فأظلمتْ // سبلُ الهدايةِ وارتقى الفُجارُ
نهبوا الترابَ وتحتَ عينِ مليكها // كي يُطمسَ الأنوارُ والأسرارُ
فتوهجتْ من أرضنا أنوارها // وتعالتِ الأصواتُ والأخطارُ
وقفَ المرابطُ في الثغورِ لصدهمْ // من غير حولٍ فانحنى الأغيارُ
صدوا الغزاةَ وأمعنوا في صدِّهم // بهتافهمْ وتعالت الأحجارُ
لكنَّ أعداءَ الحياةِ تغولوا // وتقدمَ الإكراهُ والإجبارُ
وقسا الجنودُ بقوةٍ فتاكةٍ // وتحالفَ الأشرارُ والأحبارُ
وتأبطوا شرًّا ففاضَ عتوهمْ // فتمردَ الأحرارُ والإصرارُ
فسما النداءُ بأنْ أغيثوا قدسكمْ // فتقدمَ الأبطالُ والثُّوَّارُ
من كلِّ شعبي في ثيابٍ مُرَّةٍ // فالقصفُ دَوَّى والرؤى أمطارُ
هم يجهلون ما البراق وحقنا // مغنى القباب فيذهلُ الإعصارُ
فلقدسِنا تجري الدماءُ غزيرةً // وتسارعُ الأرواحُ والأعمارُ
إن أنَّ يومًا فالمواجعُ تشتكي // من أمَّتي ويقاتلُ المليارُ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق