لَوْ ظَلَلْتِ
حَتَّى لَوْ ظَلَلْتِ تُقِيمِينَ عَلَى
قَبْرِي وَتَنْثُرِين أجملَ الزُّهورِ
وَتَحَدَّثِين نَفْسَكِ عَنِ الذِّكْرِيَاتِ
وَتُحَـــــــاكِينهَا لِلطُّـــــــــــيُورِ
لَنْ تُعِيدِي الْمَاضِي فَمَا عَادَ
إلّا ذِكْرَى وَلَمْ يَعْدُ لَهُ حُضُورُ
ألَا تَذْكُرِينَ
سُهْدِي وكلماتي الْمُعَذَّبَةَ
تمـلأ كُلَّ كُتُبِ الْأَشْـعَارِ كُلُّ السُّطُورِ
ليالٍ ضَائِعَة
وَأحْلاَمٌ قَدْ صَارَتْ هَبَاءً مَنْثُورًا
وَطَالَ اِنْتِظارُ اللِّقَــــــــاءِ
وَدَومًـــــا الْأَشْـــــــوَاقُ تَثُورُ
وإذا جَــــاءَ فِيكَ اللِّقَـــاءُ
كُــــنْتِ دَائِمًـــــا فِي فُتُـــــــورٍ
تَأْتِيـــــــــنَ بِحِجَجِ وَاهِيَةٍ
وَجَسَــــدا شَبِّيِهٍ بِالصُّخُــــورِ
أَنَا الَّذِي كُنْتُ عَاشِقًا أَجْمَعَ
كُلَّ النُّجُومِ أحَدّثُ فِيكِ النُّــورُ
أُحَاكِي عَنْكَ اللَّيَالِي
وَالْهَوَى وَالْقَمِــــرَ الْمَنْذُورَ
كُنْتِ أَذُهِــــبَ دَوْمًــا الى شَـــــاطِئُنَا الْمَهْجُــــــورِ
أُلَمْلِــــــــــمُ بَقاياَنَا وَأَبْكِي
عَلَى ضَيَاعِ حُلْمِي المــأثور
الَّذِي ضَــــــــــــاعَ سَدَى
وَمَا كَانَ مِنْ بَعْدِه أَبَدًا سُرُورٌ
أَنِّي قَدْ أُنْهِـــــــيتِ حَيَّاتِي
وَتُـــــوَارَى جَسَدَي بِالْقُبُورِ
فَأَبْكِـــــــــي وَمَهْمَا بَكَيْتِ
لَنْ يَكُنَّ بُكاؤكِ إلّا زَيْفًا مَوْفُورا
أَبْكِي فَلَنْ أَحْيَا مَرَّةً أُخَـرَى
وَلَنْ تُعِيدِي مَا ضَاعَ مِنْ سِنيْن وشهور
وسأرســـــــــل طَيْفُي إِلَيكِ
يُطَارِدَ فِكْرُكِ وَبِعَقْلِكِ دَوْمًا يَدُورُ
حَتَّى لَوْ ظَلَلْـــــــتِ تُقِيمِينَ
عَلَى قَبْرِي وَتَنْثُرِي أجملَ الزُّهورِ
******
...بقلم: د. توفيق عبدالله حسانين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق