ملحمة
الهمزية الكبرى
في السيرة النبوية
على صاحبها نبينا محمد وآله
أزكى وأتم التسليم
المقدمة
الْحَمْدُ للهِ يشْفِيْ منْ بهِ داءُ
فيْ كُلِّ يوْمٍ لهُ في خَلْقِهِ شَاءُ
أسْتَغْفِرُ اللهَ منْ ذَنْبِي وَمَعْصِيَتِي
كم غرني ذنب والذٌَنْبُ إقْلاءُ
ماليْ رَجَاءٌ سِوى عَفْوُ الإلهِ فإنّ
ن العفو منه على المُحْتاجِ إغْناءُ
كمْ ناظم ما أتى منظومة كتبتْ
عنْ سيرَةِ المُصْطَفى والنَّظْمُ إنْشاءُ
حتى روى منْ صفت له قريحته
أبْياتَ مَدْحٍ غَدتْ للشِّعْرِ غَرَّاءُ
قدْ طِابِ ليْ نظم سيرة النبي محم
مد وسيرته للناس عطراءُ
سهل قراءته متنا سيحفظه
من ذهنهه صاف والفهم أولاءُ
في فَتْرَةِ الرُّسْل جاءتْ بِشَارتُهُ
تَتْرى وفيها منَ الأدْيانِ أنباءُ
فاسْتَبْشَرَ النَّاسُ خيراًُ حينماعلمتْ
أوصَافُهُ كُلُّهاللْخَلْقِ بَيْناءُ
نسبه
صلى الله عليه وآله وسلم
منْ هاشمٍ نَسْلُهُ أعْظِمْ بِهِ نسباً
هم سادةٌ منْ خِيارٍ ياأجلاِّءُ
فجده عبد المطلب بنُ هاشم من
له مآثر جمةٌ وذكراءُ
هو سيد لقريش والحكيم لها
وفي النوائب مفزعُ وركناءُ
من نسله المصطفى محمد وكفى
فخرا بذاك له والفخر إطراءُ
وأنه حفر البئر التي اندرستْ
أعاد زمزم لم ينزف بها الماءُ
فسقى الحجيج بمائها بفترته
وبنوه من بعده والناس رُيّاءُ
عبد الله بن عبد المطلب
والد الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم
أما أبوه فعبد الله كان من
أحب أولاد شيبة يا أجلاءُ
وكان من أفضل الشباب إنٍ له
مع الزمان سباق ثم بلواءُ
لما أراد أبوه ذبحه ليفيْ
بنذره جُمِعتْ إبلٌ وقدحاءُ
فداه والده بمائةٍ كملتْ
مالت عليهاالقداح يا ألباءُ
وبعدما أن نجى الذبيحُ زوَّجهُ
أبوه با امرأةّ تعدُّ فضلاءُ
تدعى بآمنة ابنة وهب سيدةٌ
من أشرف القوم والعنوان مكاءُ
بنى بها بعد عرسه وقد حملتْ
بمحمد وبه انتهت المهماءُ
وفاة أبيه
قد مات في زهرة الشباب من مرضٍ
والموت للخلق حق ماله لاءُ
فأدركته المنية عند عودته
من رحلة الشام والأقدار وقعاءُ
وفي المدينة تم دفن جثته
وعند أخواله قد كان مثواءُ
وحينما جاءتِ الأنباءُ والده
أتاه حزنٌ عليه ثمَّ حسْراءُ
ورَثَتْه آمنةٌ رثاء نادبةٍ
وودعته وإن العين دمعاءُ
فترة حمله
صلى الله عليه وآله وسلم
ماقد شكت أمه من حمله ألما
ولا أتى وجعٌ بها وبلواءُ
مامثلها امرأة بجنينها حملتْ
أوأنجبت مثلها في الأرض حواءُ
كم معجزات جرت في حملها علمتْ
قد عاينتها وفيهاالنور مضاءُ
سمعتْ تسابيحه في بطنها وصغتْ
إليه في دعةٍ والعينُ قرِّاءُ
مولده
صلى الله عليه آأله وسلم
استقبلت نوره أثناء مو لده
نورٌ أضيئتْ به بُصرى وصنعاءُ
وولَّدتها الشِّفاءُ خير قابلةٍ
وشممته وفي التشميم صحاءُ
ففي ربيعٍ بمكة كان مو لده
بعام حادثة الفيل وأولاءُ
هذاربيعٌ أتى للناس موعده
وبه احتفلنا ومافي الحفل نكراءُ
من كان في مولد المحبوب مبتدعا
فمولدُ المصطفى ذكرٌ وإعلاءُ
فطه دعوةُ إبراهيم من قدمٍ
وبشارةٌ قالها عيسى ختيماءُ
هو نسمةٌ قد رعاها الله خالقنا
نورٌ هدى الناس للأرجاس محَّاءُ
رضاعته
صلى الله عليه وآله وسلم
وأول المرضعات بعد أمه
ثويبة المولاة ثم أخراءُ
حليمة ابنة سعدٍ خير مرضعةٍ
من أجله نالها خير وإرواءُ
ماخاب سعيُ سعت إليه مرضعةٌ
أخذته من أمه والنفس سعداءُ
وعند عودتها للبيت إذسبقتْ
من قبلهاالمرضعات ياأحباءُ
حادثة شق الصدر
لمامضت أرْبَعٌ منْ عمْرِهِ كَمْلتْ
جبريلُ شقَّ قلْبَهُ والنفسُ سكْناءُ
فاسْتَخْرجَ المُضْغَةَ السوداءَ منه و لم
يسلك إليه من الشيطانِ إغْواءُ
وبنت سعدٍ درت ما بالحبيب جرى
خافتْ عليه و إن الخوف رعباءُ
حضانة أمه له
صل الله عليه آأله وسلم
وحينما رجعت به لآمنةٍ
قرت به عيناً والنفس سعداءُ
هنئتْ به ولدا من حين عودته
والأمُّ لوْ غابَ ابنها لَعَجْفاءُ
شاءت زيارة قبر زوجها فبقتْ
شهراً بيثربَ والمكانُ بيداءُ
وحينما رجعت إذْ جاءها مرضٌ
هناك أقعدها مافيه إبراءُ
قد ودَّعتْ أهلها والنفسُ ما علمتْ
بأي أرضٍ تموتُ مالها شاءُ
٥٠
وفاة أمه
صلى الله عليه وآله وسلم
وجاءهاالموتُ في الأبواء قد دفنتْ
والدَّفْنُ للْمَيِّتِ سترٌ وإخْفاءُ
كان ابن ستٍ فلاقتْ روحُهُ حزناً
منْ فقْدِهِ أمِّهِ والنفسُ حوْباءُ
كفالة جده عبد المطلب له
صلى الله عليه وآله وسلم
و بعدما فقد المحبوب آمنةً
من جده ناله حفظٌ وإدناءُ
إذ كان يقعده بجنب مجلسه
يرعاه دوما من الأخطار حفظاءُ
الموتُ حقٌ علينا لا أمان له
كم غاب منه على الأيتام آباءُ
كفالة عمه أبي طالب له
أوصى به جده شقيق والده
أعني أباطالب والعين قراءُ
في صغره كان يرعاه ويحفظه
أحبه كابنه والحب إدناءُ
وحينما أجدبتْ مكةُ جاء به
للبيت مسْتسْقياً والأرضُ قحطاءُ
بالركن ألصق ظهره وقدْ ظهرتْ
سحابةٌ فضْفاضةٌ ووطْفاءُ
واغدودقتْ وسقى الوادي بوابلها
وبنوره ارتفعتْ والأرضُ ريَّاءُ
قصة عمه مع بحيرى الراهب
أتى أبو طالبٍ والمصطفى معه
لرحلة الشام والأخطارُ حدقاءُ
عمرُ النبيِّ اثنتي عشرة كاملة
حط الرحال ببصرى ياأعزاءُ
لمارآهم بحيرى حينما وصلوا
وقعت هنالك أحداثٌ عجيباءُ
فحينما أشرفوا بركبهم سجدتْ
للمصطفى السرحُ والأحجارُ جمعاءُ
فقال هذا نبيُّ العالمين به
كلُّ العلامات والأوصاف بيناءُ
نادى أباطالب :هذا بنُ منْ فله
شأنٌ ! فقال يتيمٌ يابحيراءُ
قال اكشفوا عن ظهره لقد وجدوا
ختم النبوة فيه النور ضياءُ
أوصاهموا قائلا عودوا به عجلا
كي لا يراه اليهود الغلف إن جاؤا
قد أرجعوه مع الغلمان حينئذٍ
والخوف قد زال والأنفاس سكناءُ
شبابه
صلى الله عليه وآله وسلم
الله قد صانه من كل سيئةٍ
فيها ضلال وزيغٌ بلْ وإغواءُ
أخلاقه رحبةٌ فيها هدى ولقدْ
أحيتْ قلوبا وللأخلاق رفعاءُ
والقلبُ إن يهده الله سيتبعه
من هديه ألسنٌ حتما وأعضاءُ
رعيه للأغنام
صلى الله عليه وآله وسلم
لقد رعى الأنبياء لقومهم غنماً
كي يرشدوا الخلق من جهل متى ناؤ
والمصطفى قد رعى الأغنام منتفلًا
والرعي فيه صفاءٌ ثمّ إجلاءُ
حرب الفجار
بمكة اشتعلتْ حرب الفجار وانتصرتْ
فيها قريشٌ وعيلانٌ لخسراءُ
وأظهر المصطفى فيها براعته
حين السهام عن الأعمام وقعاءُ
رد السهام التي عنهم قد اندفعتْ
في صغره وقعتْ والحربُ بلواءُ
حلف الفضول
عمُّ النبيِّ الزبير دعى من اتفقوا
لعقد حلف الفضول ياأجلاءُ
عند بن جدعان قد كان اجتماعهموا
كي يرفعواالظلم عمن عندهم جاؤا
تجارته
صلى الله عليه وآله وسلم
مع خديجة بنت خويلد
رضي الله عنها
فاقت خديجُ نساء القوم في خلقٍ
أخلاقها جمةٌ حسناءُ رشْداءُ
علمت بأن محمداً به خلقٌ
وأمانةٌ وصفاته حميداءُ
عرضتْ عليه الخروج في تجارتها
لرحلة الشام عرضٌ فيه إحفاءُ
لاقتْ قبولاً من المحبوب فابتهجتْ
أعطته أموالها والنفسُ رغباءُ
قد سار ميسرةُ العبد الذي معه
في رحلةٍ علمتْ والركبُ قد جاؤا
لقد رأى الآياتِ إذْ سطعتْ
تحمي النبيَّ ومنها الغيمُ ظلاَّءُ
حتى الملائكُ قد جاءتْ تظلله
أشعةُ الشمس فيهاالحرُّ صلَّاءُ
لما استظل بسرح قرب صومعةٍ
إذ راهبٌ قد رآه ياأعزاءُ
فقال للركب من هذا وأخبرهم
والقول لفظ به صدق وإنشاءُ
هذا نبي فلم يجلس هنا أحدٌ
إلا نبيٌ وإنَّ القول بناءُ
عاد النبيُّ إلى الديارِ مبتهجاً
والمالُ ضعفٌ به وفرٌ وإنماءُ
وبعد عودتهم قد جاء ميسرةٌ
إلى خديجة والعينانُ فرحاءُ
عن طه أخبرها ومارآه به
من معجزاتٍ لها في الكونِ أصداءُ
................. يتبع
عبد الولي حميد الشباطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق