نَفحةٌ إيمانيّة
شعر/ فؤاد زاديكى
أُنْظُرْ إلى الأشياءِ كيفَ اسْتُحْدِثَتْ ... مِنْ شأنِ هذا أنْ يُريكَ الواقِعَا
هذا الجمالُ المُبتَغَى والمُشْتَهَى ... يُغري فُضُولَ المرءِ يأتي ساطِعَا
ليس اعتِباطًا في مَرامي صُدفةٍ ... بل جاءَ مَصنُوعًا وإنّ الصّانِعَا
ربٌّ تَجَلَّى في أعالي عَرشِهِ ... جاءَ اعتمادَ الكونِ رُكْنًا رافِعَا
لو جاهِلٌ أعماهُ نُكرانٌ فَذَا ... لا شكَّ إخفاقٌ تلاشَى ضائِعَا
ما مِنْ سُلوكٍ عاقِلٍ في نَهجِهِ ... إلّا على علمٍ ويسعى طائِعَا
هذا عطاءُ الرّبِّ إنّي مُوقِنٌ ... بل مُؤمِنٌ في ما تَراءى رائِعَا
كم جاحدٌ في فكرِهِ لم يَتَّعِظْ ... أغراهُ وهمٌ ما تَوَخَّى نافِعَا
أُنْظُرْ إلى ما في وُجودٍ كلُّهُ ... يُعطي إشاراتٍ وحَقًّا ناصِعَا
إنّي كإنسانٍ ضعيفٍ لم أجِدْ ... عَونًا لِضَعْفِي إلّا ذاكَ السّامِعَا
في خيبةٍ زادتْ مَرارًا وهمُكمْ ... يا واهِمًا خَلِّ الهُراءَ الصّافِعَا
فيهِ اعتمادُ الأصلِ في أركانِهِ ... لا أَفْرُعًا جاءتْ هلاكًا جامِعَا
قلبي ونفسي, روحُ فكري كُلُّها ... دامَ ابتِهالٌ مِنْ رُؤاها ضارِعَا
يسعى إلى الإيمانِ فكرًا راسِخًا ... منهُ انفتاحٌ لا يُحابِي قامِعَا
في رحمةٍ قد جاءَ كُلّي خاشِعًا ... هَيّا اسْتَعِدُّوا واسْتَعِيْدُوا طالِعَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق