18/04/2022

الكاتب عبد الفتاح حموده

عندما تشرق الشمس
أبتلاني الله بفقد البصر منذ الصغر على إثر علاج خاطئ من أحد الأطباء ومن يومها تبدلت حياتي من نور إلى ظلام دامس وعشت طويلا أعاني هذا الأمر وكلما سمعت همسات أو ضحكات الناس ظننت أنها سخريه منهم لعدم الرؤيه فأشتد غضبا وانفعالا. وقد تزوجت فتاه من قريتنا بعد إلحاح من أمي أن أتزوج وحاولت أحثها على العدول عن ذلك بعده مبررات منها أنها لن تجد الفتاه التي ترضى بالزواج من رجل ضرير فراحت تعطيني _مثلا_ الدكتور طه حسين كان فاقد البصر وتزوج وعاش سعيدا مع زوجته حتى أرتقي إلى مناصب مميزه وهو الآخر من بلدتنا عزبه الكيلو مغاغة بالمنيا.
وطوال فتره زواجي حاولت جاهدا إخفاء مخاوفي من الزواج من فتاه ترى بينما زوجها لايري وحاولت أن أعتمد على نفسي في الحركه حتى أشعر أنني مثلي مثل غيري تماما وحتى لا أكون ثقيلا على أي أحد حتى لوكانت زوجتي.
الحق يقال وجدتها زوجه صالحه حرصت بالفعل على التعامل معي بصوره عاديه مراعاه لمشاعري وأحتراما لي _مثلا_كان يمكنها أن تطالب مني أن أجلس في البيت ريثما تقوم بتوصيل أولادنا للمدرسه أو عند احضارهم ولكنها كانت تحثني على الخروج معها كلما تقاعست عن ذلك بل أحيانا تصحبني إلى أحد الساحات الخاليه وتحثني على العدو والسباق لبضعه أمتار.
وذات ليله نهضت مفزعا على مرض ألم بزوجتي فأشتدت مخاوفي عليها ولم أدري ماذا أفعل؟ لوكنت أرى كنت صاحبتها إلى أحدى المستشفيات أو حاولت الإتصال بأحد الأطباء أو بحثت لها عن دواء في الصيدليه الموجوده بالبيت
لم أجد أمامي سوى أن أدعو الله لها بالشفاء وأضمهاإلئ بقوه وأخفي عنها دموعي التي أنهمرت من عيناي من شده خوفي عليها
قلت لها :زوجتي الحبيبه لابأس عنك ليتني أحمل عنك ولايصيبك أى شئ وتبقى في تمام الصحه والعافيه فأجابت بصوت منخفض وعبارات متقطعه :لاتقل ذلك ياصلاح سأكون بكل خير بعد قليل أن شاءالله لاتقلق.
وطلبت مني أن أساعدها على النهوض للذهاب للصيدليه الموجوده بالمنزل للبحث عن دواء مسكن لها.. فأخذت منه ونامت بعد قليل لأنها لم تنم طوال الليل وهي تحاول إخفاء مرضها عني.
وفى اليوم التالى كنت غارقا فى النوم لدرجه أن زوجتى لم تستطع أيقاظي للذهاب معها كالمعتاد صباح كل يوم لتوصيل الأولاد للمدرسه ولكنها عادت مسرعه والفرحه تملؤها واحتضنتنى بشده واخبرتنى بأن أحد الأطباء المتخصصين قد أخبرها بأنه يمكن علاجى من هذا المرض وأن نسبه الشفاء عاليه لان فقد البصر جاء نتيجه خطأ ولم يكن عيبا فيه.
كنت صامتا ولاادري ماذا أقول ..كنت فى غايه الذهول ولم أصدق أن ينتهى عناء السنوات الطوال بهذه البساطه المتناهيه.
وفى الموعد المحدد كنا قد أخذنا معنا كافه التحاليل والاشاعات التى طلبها الطبيب وذهبنا اليه واستقبلنا الرجل استقبالا طيبا وعاتبنى بشده على عدم الأهتمام بعلاج بصرى ولاسيما وأن مجال الطب فى تطور مستمر.
وبالفعل تم إجراء العمليه اللازمه ومكثت فى العياده بعيدا عن الاتربه والضوء .
وبعد بضعة أيام قام الطبيب بفك الاربطه من على العين ولم أصدق أن بصرى عاد إلى .
وأول ما وقع بصرى عليه زوجتى وأولادي فاسرعت نحوهم واحتضنتهم بقوه وعمت الفرحه علينا جميعا.
وهكذا أشرقت الشمس بعد ظلام دامس.
والحمدلله رب العالمين .
مع تحيات/
عبد الفتاح حموده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...