18/04/2022

الشاعر حسام الحريري

(((والحذف أبلغ من الذكر إذا اقتضى السياق ذلك))
قال تعالى :{{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ}}
تبدأ الآية بأسلوب قسم يتكون من :
أداة القسم ( الواو)
والمقسم به (النازعات)
جواب القسم المراد توكيده بالقسم ،وهو -هنا -محذوف تقديره ((لتبعثن )).
وقد حُذف الجواب ((لتبعثن))؛ لأن سؤال المشركين للنبي كان عن وقت البعث، لا عن أصل البعث، ولذلك لا حاجة لذكر جواب القسم (لتبعثن) فحذفه أبلغ من ذكره مع أنه ركن أساس في أسلوب القسم.
ولما كان مدار سؤال المشركين عن وقت البعث ذكره القرآن فقال : يوم ترجف الراجفة، والتقدير : لتبعثن يوم ترجف الراجفة فيكون (يومَ) ظرف زمان متعلق بجواب القسم المحذوف (لتبعثن) للدلالة على وقت البعث.
وفي آية أخرى تجد أن الذكر أبلغ من الحذف....
قال تعالى:{{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}}
وهنا في الآية أسلوب قسم تام الأركان:
أداة القسم(الواو).
والمقسم به (الضحى).
والمقسم عليه أو جواب القسم(ما ودعك ربك وما قلى).
حيث يقسم الله بالضحى أنه لم يترك نبيه
فهلا سألت عن علة ذكر جواب القسم في هذه الآية دون حذفه؟؟!!
دعني أجيبك من سبب نزول الآية.
جاء في الصحيحين، وغيرهما: اشْتَكَى (مرضَ) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً - أَوْ لَيْلَتَيْنِ - فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ (من المشركين)، فقالت: يَا مُحَمَّدُ مَا أُرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}.
وعليه، فإن جواب القسم جاء ردا على قول زوجة أبي لهب واستهزائها بالنبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتا للنبي ودفاعا عنه ، فكان ذكر الجواب أبلغ من حذفه.
والله أعلم.
بقلمي: حسام الحريري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...