عن وطني أتكلم
وعن بلدي خميس الساحل أتحدث
يشدني الحنين إلى تلك الجذور فهل أشد رحالي إلى ذلك الحنين
أقول يا موطنا قد ينحني للريح لكنه للريح لا ينقاد أنت الغالي و العالي مقاما أنت كل الوجود و كل شيء ثمين و أنا ذاك الإنسان الذي جار علي الزمان و أهله فيك حتى أحببت الرحيل
و هذا الإنسان الذي فيَّ في الوطن يحب المنفى البعيد و في المنفى يشتاق هواء الوطن العليل و الارتواء من ينابيعه الصافية
غريب في قومي و بين الغرباء لي سر عجيب
أنت في القلب يا بلدا تسمى خميس الساحل لا بل أنت في الوتين وفي كل الشرايين
أنت الأم الغالية و أنت الأرض العالية بسر الجمال تبوح و تشفى فيك جميع الجروح لماذا اليوم تنوح
تركت واأسفي و يا ويحي و يا لهف نفسي و واعجبي ملهمتي و معلمتي تركت روحي فضاع مني جسدي
فأنت يا أرض أجدادي الحجرنيش كما تسمى عندنا في الدم بل و أكثر في مهجة الدم والروح
هنا جدوري أرى فيك و كل انتمائي و هويتي و لغتي الحية و منك أرى وطني الذي يتعرض للاحتلالا و يتتعرض شعبه الساحلي نسبة إليك و مثلي للاضطهاد و التهجير و التطهير العرقي و لكل شيء فظيع
أحب أن أدفن فيك ولا أحب أن أعيش فيك فجوار الأموات أفضل بكثير عندي من الحوار مع الأحياء
اشتقت لذاك الضريح و ذاك المقام الفسيح اشتقت لرؤية شواطئ حسنك و الغاب و كل الأغراب الذين فيك للأهل والأحباب والأصحاب أنادي عليك من بعيد من البوغاز و إليك أصبو
و قلبي كلما حن إليك يهفو و يصفو ولا يغفو
أين أنت مني و أين أنا منك سئمت من هذه التغريبة الساحلية و هذه التغريدة من صميم الفؤاد
أتساءل مع نفسي هل أهلك أيقاظ أم نيام أتساءل أيضا هل عقلاء أم الجنون فعل فعلته فيهم و مضى لحال سبيله و تركته في ظلمات يعمهون أنت الوطن الذي تجلى كالقمر المنير فلماذا لم تر العيون نورك و سناك و لماذا و أنت الشمس المنيرة لم يجد لها من تحتها عزاء بعد توالي المحن والفتن
بأرض المغربين أسير و في المشرقين كمثل الأسير أبدو فهل أغدو كما أرجو و أهوى وهل حق العودة إليك بعد هذا كله مشروع أقول صدقا وقد كنت لي كل شيء وما زلت رب البيت يحميك فلا طاقة لي في مصارعة طواحين الهواء و التماسيح و العفاريت
غدا أحلى يدا في يد يا موطني الأغلى لنحقق المجد الأعلى
تركت فيك علمي و مضيت نحو المجهول حاملا قلمي
هنا تركت فيك
بقايا ذاكرتي و ذاكرة أسلافي و كل شيءجميل أنت وطن لذاتي و سكن ولن أنسى ذاكرتي ما حييت هذه صور لي منك و في أحضانك الدافئة في فصل الربيع و في عرس أقيم موازاة مع عيد سعيد
أنا فيك عن وطني أتكلم و الذي منه تعلمت كل المعاني الجميلة و سمعت فيه كل الأغاني و لي فيه أحلى الأماني و عشت فيه قصصا للحب العذري و النضال و الكفاح و أوقات بين الفشل و النجاح مأساته مأساتي و معاناته معاناتي و أتراحه و أفراحه أيضا باختصار يا سادة إنه هبة الله لي والأرض التي تقدسها السماء
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق