( طبائع النزوح )
هناك خلف ثرثرة أعجاز نخلةٌ ، ثكلى عارية
جزت جدائلها سواجع الصبخا ، وطبائع النزوح
عندما يسري حديث الجرح للجرح ، والدمع للعيون
ألمح النفس قفصاً هارباً ، يبحث
في أمعاء صحراء سابله
نحفت خواصر أحلام عشبها المسجى ، من الظمأ
عن هدنه تنخر ترهل القضبان
عن غصنِ ليلٍ لا يحرقه هديل الكمد
لكنما مهاميز الأضطراب ، فاقة الأجوبة المهمشة
ونعيق الترقب ، صحوة الصخور الجاثمة
على رفيفِ شمسٍ ، تلاشى خفقانها
من نبض الفصول
هناك عند سبات حدقات الظلام الحذر
عندما يتصالح القلق مع غضب اليأس
ويزف الفجر ضوءه في عرس النهار
أقض في غبش السراب ، وليمةٌ لأعطاب الوهم
وزقزقة رماد ، لأعراس الريح
مسترسلاً غبطة يقيناً ورعاً
لا يدرك هرطقته ، وتموهات شبهاته ، قلبي المعاند
فتتهافت أسراباً من أطياف مفاتيحي الصدءة
لإيقاظ أقفال معطلة ، لجم صهيلها صديد الظنون
وتثير دهشة مقابض أبواب مغمضة ، معقوفة
كأهداب العراجين المنحنية
التي لا ترى غير حفيف ظلٍ يحصده الظلام
هي ذي الأرواح ، المفرطة القمح بين السنابل الفارغة
تتهاوى جافلة ، بلا جناح ، بلا طلل
يسر أفولها ، أفواه الرحى ، وحمم التنور
العواصف الغابرة ، تقمصات الارواح الشريرة المتمردة
حيث ملاذ السحب
القاطبات الجبين ، مناهل الحيف
قرقعة صفيح البلاقع
المرتلة آيات القفر ، على أمتدادِ لسانٍ سليطٍ
دون ضفاف ، عبر مجرات معتمة
كانت دليلها العميان
تباً لعرافات السبل العرجاء
تباً لأتزانِ الشواقيل البكماء ، التي لا تفصح
عن عثرات الخطى العارية
اديب داود الدراجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق