........... مواكب الرحيل.....
عندما تتابع مواكب الرحيل سيرها
تختبئ الشمس خجلاً
وتنغمس في طيات الغروب
هرباً من طائر الشفق
ينسل الوجع بين معارج الجسد
فيغتصب ما يشاء
يحاصر الأعصاب بخسة
يمزق ما يشاء من تلافيف الدماغ
وربما يحاول اقتحام الاسوار
قرصان تفلت من عقاله
ليخدش ما يستطيع من شراييني
فيزرع الخدر في المسامات
وقرب مجرى التنفس
تتشابك أناملي
فيتعرق الجسد النحيل
وترتجف كينونتي
تغمرني ومضة استثنائية
تغيبني للحظات عن الواقع
هبوط في الضغط
وارتفاع في درجة الحرارة
وربما هلوسة يتبعها انهيار للجسد
إذاً لا بأس بكأس من العصير
وحبة مسكن للألم
وتستمر حرب داحس في الجسد
رغم انهزام خيلها
تنسحب مع هدوء الليل
باتجاه الصحراء
تضمد جراحها وتشحذ سيفها
فلا خلاص لها
إلا بقتل قرصان الموت
الذي ما زال يشهر سيفه
بالاتجاهات الأربعة
غير مكترث بدقات القلب المتسارعة
يتسلل مثل أفعى
يطلق زفرات من الحمى
فيغزو الوجع الظهر والصدر
وربما الركبتين
يسكن قليلاَ ثم يعود لينفث سمه
بين الأظافر
واللثة واللسان
يتسلل مثل سكون المساء
فلا ضوضاء
في حضرة الموت
وانكفاء المطر عن الهطول
في مواسم الجفاف
تنسحب الغيوم رويداً رويداً
خجلة من شمس الغروب
ومن الأرواح التي ترافقها كل يوم
باتجاه المجهول
تتلعثم الأفكار أمام فيروس
تجاوز كل ما هو معقول
تنهار كل اسلحة الدمار أمامه
فيروس يصنعه متهو ر
فيربك العالم بكل تطوره وعلومه
ينهار العالم رويداً رويداً
أمام أدق الكائنات المجهرية
ونحن ننتظر من زهرة
يمتص الحزن رحيقها
أن تنثر عبقها في الأفاق
تريث قليلاَ
إن كان للحزن وقت
فسيكون للفرح أوقات
وسترى طيور الغسق
ترفرف بجناحيها
نحو انبثاق الشمس
لتمسك بناصية الصباح
تبحث عن بلبل نعس
وعن بيدر قمح
تقلبه نسمات بملامح الاقحوان
تذروه باتجاه الحقل
وقرب تنور تأججت ناره
على خده الأيمن طبع رغيف
وفي حضنه تنام حبات الكستناء
يجاورها إبريق الشاي
هلوسات ترافقنا بعد الإصابة
تجعلنا خارج الزمان والمكان
عالم يتخبط ونحن الضحايا
إعصار يصيب الجميع
متحور يسانده أخر
ونحن نرفض الحوار
تقديساً لمعركة داحس والغبراء
تنهار الفضيلة عند حدود المصالح
وتنهزم إنسانية الإنسان أحياناً
لكن لا بد من عودة الربيع من جديد
لتزهر الورود صباحاً مشرقاَ
وفجر ياسمين وجلنار
كامل بشتاوي 11/12/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق