19/09/2021

الشاعر مصطفى حلاق

أين أمضي ؟

سوف أهاجر بعيداً إن العمر  فات
أهاجر متأبطاً دفاتري و الذكريات
وحاملاً حقائبَ الأيام فيها عثرات

فُتاتٌ الحنين أنثره عبر الدروب
أبحث عن حلمٍ في قدرٍ مكتوب
نفسي هشّمها غدرُ زمنِ الكروب
أتنفس ماضٍ و ليس منه هروب
حشرجاتٌ زُرِعَتْ وفرحٌ مسلوب

إلى أين أمضي و الأفق  مسدود
ذاكرةٌ مثقلةٌ يرويها دمع الخدود
و خاصرةٌ معطفها ملآناً  بالعهود
أموجودٌ أنا أم بِتُّ من اللاوجود
أم أني نقطةٌ فوق حرفٍ موؤود
و الحرف قد أصبح ظلاً  مفؤود

في طريقي أمضي و أنا وحيد
و رياح آهاتِ السّنا فيها تسهيد
إلى حيث أشاء أو دونه تأصيد
و الروحٌ  مُتَرَنِّحَةٌ مُدَمَّاةُ الوريد
أناخه قهرٌ و من الوحدة تزهيد
طَعَنَت بسهامها الشوق  الكميد

عند منعطفٍ وقفت ألملم الأحزان
دموعاً و آلاماً قد امتشقها  الزمان
بريشةٍ جافةٍ كتبها وخلَّدها عنوان
إِفترس الذكرى يفوح منها الجُّمان
و بعثرني و بعثر أوراقَ عُمرٍ ريّان

تركني  أبحث فيها عن أملٍ يلوح
أبحث هنا عن بقايا قلبٍ  مذبوح
مشاعرٌ مُضرَمَةٌ من الشوق تفوح
احتراق فؤادي  آه يا لزمنٍ لفوح

‏ذاك ليلٌ من جوى الأنين يشتعل
و ماض يبكيني و الدمع يستَتِلُ
شمسٌ و ترتوي من حزن يجلجل
و القمر يرثو لحالي بالدمع يكتحل
بلبلاً انزوى في صوته أنَّة و صحيل

أخبرني الليل عن بكاء  محموم
قد رفع كفيّهِ لكل حزنٍ مسجوم
و يلهج فمه عن المأساة السؤوم
ليلها يشتعل حنيناً رغم الضُيُوم
بحرها يبكي ذاك العشق المكلوم
و بعذب الصفاء فجرٌ آتٍ رحوم

لابد و أني يوماً في سعادة أرتع
و الوصال بلغة العشق لا  ينقطع
و سوف أصل  أيا قدري الموجع 
و دُكنُ الغيوم تنجلي هي تنقشع

سوف أكتب للقلوب و المشاعر
و كلماتي تزهو و تشدو حناجر
أَحرقُ وريقاتَ أسىَ أمسٍ غابر
أنثرها في قاع بحر لموج هادر
و لعل الصُّبحَ يُهدي قلبي بشائر

بقلمي: 
مصطفى حلاق / سوريا
( روح الروح )

حشرجة:  ترداد الصوت في النفس
مفؤود:  محترق /متوقد
السَّنا : العلوّ و الارتفاع
تأصيد : إغلاق
مُدَمَّى : مجروح / مكلوم
الكميد:  الحزين
لفوح:  شديد اللهب
يستتل : يتساقط
يجلجل: شديد الصوت
صحيل: بُحَّة في الصوت
مسجوم : يسيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...