أنا المولودُ من عملي
........
أنا المولودُ من خجلي
من الأيامِ إذ مرّت
على خوفي
على وجلي
أنا المولودُ من أمسي
على عجَلِ
.......
أنا المسجون في قلمي
أرفرفُ مثلَ عصفورٍ
يناورُ في متاهتهِ
يفتّشُ داخل القفصِ
عسى من بين أضلعهِ
يلاقي فُسحةَ الأمَلِ
......
حروفي أصبحت حبلى
بأسمائي
وأوصافي
بوجدٍ رحتُ أخفيهِ
بوجداني
عن الناسِ
بطيفٍ مرّ يؤنسني
بلا كلَلِ
.......
شياطيني تقافزُ فوق مفردتي
تخلخلُ وزنَ قافيتي
تحرّرُني
من الماضي
يعدُّ عليّ أنفاسي
ويحميني من الزلَلِ
........
أبو النوّاسِ في نورٍ
يعاقرُ خمرةَ التيهِ
يسامرُني
بحضرتها
فترويني وترويهِ
ويبقى النورُ في النورِ
يروّي الكونَ في مَهَلِ
.........
ويأتي من معرّتهِ
بصيرٌ همَّ يقرؤني
يتمتمُني
وينثرُني
حكاياتٍ بغفرانِهْ
ويتلو آيةَ الكرسي
بصمتٍ فوقَ مُغتسلي
........
أنا المولودُ ما متُّ
ولا كنتُ
ولا غادرتُ أسفاري
ولكنّي إذا صرتُ
بلا لغةٍ
تصارعُني
أقدُّ الموتَ .. أقتلُهُ
وأكسوهُ
بشلالٍ من القُبَلِ
أنا المولودُ من عملي
.................
د. صالح نجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق