قال أيلول
————
قال أيلولُ للورودِ إذا ما
جاءَ تشرينُ فَلْتكوني صديقة
لا تُجافيهِ وابسمي لِنَداهُ
بعبير يثنيهِ حتى يعيقه
بَلِّغيهِ بأنْ كلانا سنمضي
فاترُكَنِّي في ذا الفضاءِ طليقه
قد عَراني فيكَ اصفراراً وأنَّ ال
ماءَ غالى اليباسُ في تطويقَه
فألِنْ جانباً وللنسغِ مَهِّدْ
دربَهُ أن يرى الغصينُ شقيقه
ومن الجانبينِ ينشقُّ كُمٌّ
تزْدَهي من شذاهُ كلُّ الحديقة
لا تبالغْ بأنْ تُلَمْلِمَ أشيا
ءَكَ خوفاً من بردِ ريحٍ رقيقة
لا تلفَّنَّ من خيوطِكَ حولي
شرَكاً للذبولِ فيهِ طريقه
أنا إنْ ملتُ للعناقِ على صد
رِكَ أسقيكَ من تُوَيجي رحيقه
وأبثُّ الأنفاسَ تحيي مواتاً
في نواحيكَ من خدودٍ عشيقة
قال : إنّي أحبُّ فيكَ حناناً
يحتَضنّي فالعمرُ حلمُ حقيقة
ولو انّي د قدْ متُّ لاخترتُ قبراً
في سواقيكِ روحي تبقى لصيقة
كفني من لفيفِ أوراقِكِ الغرِّ
وَلَحْدي تحتَ الجذورِ. العميقة
وإذا ما قد جاءَ تشرينُ ثانِ
سوفَ أوصي لك الرياح الرفيقة
حينما يأخذ النعاس زهورا
أسأل الرعد من منام يفيقه
فيهِ يعنى بكلِّ نوعٍ من الوردِ
ويبقى مقاوماً كصديقه
فأجابتْ وقاكَ رَبِّي سأدعو
هُ : أيا ربِّ دَعْهُ في تحليقه
ربِّ لسنا ندعو لردِّ قضاءٍ
لكنِ اللطفَ منكَ في تطبيقه
إن يكنْ أذهَبَ الخريفُ اخضراراً
فالردى الربُّ للجميعِ يذيقه
د. محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق