هناك الكثير لم أبح به..قصة قصيرة
ما أجمل نسمات الصباح حينما تحمل رحيق زهر الليمون مع قطرات الندي وهي تغطي أوراق الأشجار وعبق رحيق الازهار
كم تمنت أن يدوم عطر الرحيق ...لكن لا شيء يدوم ...كل شيء يأخذ وقته ويمر مر الكرام مهما طال من وقت ظننا أنه سيدوم. ..
وقفت مبتسمة الوجه تتنفس وتملأ صدرها من النسمات العطرة وهي في حديقة فيللتها المتواضعة ... تراقب شجرة
الليمون العتيقة اول شجيرة زرعت في الحديقة زرعتها بيدها كانت بذرة بيدها تحركها بين أصابعها بعد أن عصرت الليمون فوق طبق الفول وهي تعد الافطار . وكانت البذرة كبيرة نوعا ما فقررت دسها في الحديقة كتجربة ..تمنت أن تنجح فهي تحب رائحة زهر الليمون العطرة ..خرجت بعد اعداد طبق الفول الي الحديقة وفي يدها البذرة حفرت حفرة قريبة من شباك المطبخ وزرعتها ونادت الجنايني وقتها وأبلغته عما تم من زرع البذرة ضحك الجنايني وسألها أن كانت تود زرع شجرة ليمون سيجلب لها شتلة ويزرعها في المكان الذي اختارته وفي أوان زرعها ضحكت وأبلغته بإصرار أن يسقي البذرة بانتظام ويداوم علي رعايتها ويحيطها ببعض من شتلات الازهار ذات الرائحة مثل الفل والقرنفل والورد البلدي بألوانه وهي ستباشر نمو الشجرة فهذه البذرة أي بذرة الليمون تمثل لها حدثا رائعا فقد عصرتها فوق طبق الفول المدمس مع الزيت والملح .. فقد كانت أول أشهر الحمل بالابن الأول وكانت تعشق أكل الفول بالليمون مع كباية شاي أحمر ثقيل واكل السمك المقلي مع الليمون أصبحت بعد زراعة البذرة تباشرها وتسقيها وتلاحظها وهي تنمو طلبت من الجنايني العناية بها وتطعيمها حتي كبرت واورقت ووضعت ابنها الأول وكانت تستظل بظلها وهي فرحة بها فقد كانت بذرة وأصبحت شجرة مثمرة متفائلة هي بوجودها في حديقتها الصغير وشجرة الفل وشجرة الياسمين بجانبها
كم هي ذكريات جميلة تشعرنا بالسعادة بالرغم من كونها أشياء بسيطة ولكنها هبة الرحمن لتنسم علينا نسمات السعادة عند ذكرها
بقلمي ....سميحه علي الفقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق