تمهل يا إنسان
للأرض ... للطفولة ... للنفس ... للإنسان
للحياة حق
ستُحرِق الثّرى
الذي سيواريك من العَفن
سَتَهْدِمُ حضارات
بَنَتْ فِكْر أُمَم
سَتَقْتل الطير في السماء
وتُسْقِط حبات الخير من السنابل المعطاء
ستلطخ أعماق البحار بالدماء
ولن يبقى لك مهربا ولا لأموالك بهاء
لا تختلق الأعذار
ولا تدعي الصَّمَم
تمهل يا إنسان
ستأتي على الأخضر و اليابس
ويسود الظلام الدامس
كيف ستترك البراعم تحيا
حين تحرق الجذور ؟!
من أين ستشرب البلابل
إن تلوثت كل المنابع ؟!
كيف ستتنفس العنادل
إن امتلأ الهواء بالرماد ؟!
وامتلأت قارورات العطر من نثانة الأجساد ؟!
لا تنهش لحم أخيك ؟!
وهذا الأهم
يا إنسان !
تفكرْ لماذا خلقت الحياة من عدم
تمهل يا إنسان
اليوم أنت أقوى
والغد تهرم موازين قواك
وتخونك سهامك
تحصد ما زرعت
ماذا لو انقلبت إليك طلقاتك ؟!
فهل سيبكيك الألم
أم أن الإحساس غادر روحك منذ زمن ؟!
الأسد في غابته
ينزوي في عرينه وحيدا
بعد أن تدب في هيكله أشواك الضعف
لا سلطة ولا جاه سينقذك من العيش في العَتَم
تمهل يا إنسان
فالحياة تحلى بأنفاس الجميع
قفراء إن كنت وحيدا
باردة برودة الصقيع
انتبه لأثر أقدامك
اجعلها بريق دليلٍ لتائهٍ بَعْدَك
ابعثْ رسائل سلام
مع طيور المحبة
فما تبقّى من لحظاتك
لوِّنْ أفقها بأبيض المودة
دع للتعايش عَلَم
فالأرض متَّسع لي ولك
وخطواتي لن تُعَثِّر خطواتك
بالأمل اسقِ البذور لتنمو
ولا تجعل للحياة متَمّ
🌼🌼🌼
بقلمي سهيلة مسة / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق