لا تسْألوا مقلتي إنْ هدَّها الأرقُ
أنا البريءُ الذي في عنقي الربقُ
قلبي كساحةِ حربٍ دون منتصرٍ
وكلَّما سُدَّ ثغرٌ راحَ ينفتقُ
سَنابكُ الآه شلتْ كلَّ جارحةٍ
جرحٌ يروحُ وجرحٌ قادمٌ نَزقُ
ماذا أقولُ وهل في القول منفعةٌ
زوابعُ الهمِ في الأضلاع تصطفقُ
زمازمُ الخوفِ تعدو فوقَ أوردتي
والروحُ عن جسدي كادتْ لتفترقُ
قوافلُ الحزنِ أحمالٌ مبعثرةٌ
والفرحُ مرتهنٌ في جَيبِ من سَرَقوا
كأنَّما البيدُ في صدري ممزقةٌ
والرملُ شوكٌ على أهدابه الودقُ
خذني شهيداًوكفن صمت أمنيتي
فالحزنُ دربي إذا ما خانني الورقُ
روحي مضرجةٌ والوهمُ يطحنها
وابيضَّ طرفيَ والآمال تختنقُ
خُلقتُ أحملُ آهاتي على كتفي
حتى احتضرتُ وموجُ الوحدِ أعتنقُ
نارٌ جواي ومافي الروح من رمقٍ
والقلب تعصفُ في أرجائهِ المزِقُ
سوالفُ العمر تمضي دون بارقةٍ
وحُلَّتي خُلِعتْ في سُوط منْ بَرقوا
أنا الفراتي مكتوبٌ على شفتي
حزْنٌ عتيقٌ بهِ كم سُدَّتِ الطرقُ
اليمُ أغرقَ صندوقي بعاصفةٍ
والروحُ كم فُلقِتْ فيني وكم غرقوا
لا تسألوا أبْهُري إنْ خيَّم القلقُ
متنُ السحابِ بعيني خانَهُ الحدقُ
تعبتُ أحطبُ عمري ثم أُحْرِقُه
ياناكر الطيبِ قلبي كادَ ينفلقُ
حتى غَدوت رماداً ذرني هيجُ
على فراش نحيبي لفني الشفقُ
شنْذرتني وقصصتَ الجنحَ معترفاً
وكنتُ صقراً بي الأرجاءُ تلتحقُ
بغياً وعدواً رميتَ الزُبرَ في كبدي
ما إنْ فرغتَ جعلتَ القِطرَ يصطفقُ
يا سامري الهوى أغريتني عبثاً
في غَفلةٍ فعسى بالمسِ تحترقُ
لبتْ جبالُ الأسى أصداءَ نازلتي
وبِعتُ رائعتي في حبلِ من شُنِقوا
كأنني يوسفٌ في الجب محتَجزٌ
والتاعَ صبريَ والآناتُ تتسقُ
وأقرأُ الكفَ والفنجانَ تسليةٍ
مابي كفرٌ ولكن مسني الرَّهقُ
مصلوبةٌ بدمي أوتارُ خائنةٍ
وفي الأضالعِ قيدٌ زجَّهُ الغسقُ
مشعل حسين السيد
إبداع
ردحذفسلمت يداك