يا بحر غزةَ قد ملكتَ نواظري // وتسمرتْ عينايَ تسقي خاطري
وغدوتُ أُلقي من فؤادي لوعةً // تأبى الرضوخ على دروبٍ تزدري
وتأرجحت أحلامُنا وتناثرتْ // كلُّ المعاني في النواحي تشتري
فسردتُ حبي من عيوني واللظى // يكوي كما يكوي الرصاصُ ويفتري
أشرارهم يسقوننا من بغيهمْ // في عرضِ بحري والمنايا تجتري
قد يرسمون البحر كيف حلا لهمْ // قد أطبقوا أوهامهمْ في أدهري
قد يأسرونَ ويقتلونً لمنعنا // من صيد بحرً كالحياةِ لمُعْترِ
وشراعِ حرٍّ يمتطي هذا الفضاءَ // ليرتوي من نورها والأزهرِ
من كل أقطارِ الدنا بشهيةٍ // تُحي المواتَ وترتقي مثل الثري
يا بحرَ غزةْ هل نراءى في الأفقْ // قبطانُ بحرٍ قادمٌ كالأبهرِ
أمْ مِنْ سفينٍ يُرتجى أن تحملَ // الأحلامَ في عصرِ الخنا والأصفرِ
فيها الدواءُ ورحمةٌ لا تنقضي // وغذاءُ من ذاق الحصارَ بأظهري
وتجارةٌ يرقى القطاعُ بفعلها // وتدور أتراسُ المصانعِ مِجهري
كسرُ الحصار كغايةٍ لن تُحتملْ // في عُرفِ جبارٍ يزيلُ مصادري
ويدوسُ أسبابَ الكرامةِ في الحمى // ويطيحُ أعلامَ الصباحِ الباهرِ
لكنَّ حيتان السواحل لم تنمْ // في جيدها الأنوارُ تكسي من عري
وتقضُّ أركان الكيان المُعتدي // والغاصبِ الأنحاءِ حتى يهتري
أنيابها صارتْ سيوفاً للوغى // وذيولها تثري وتحيي أَشهُري
فيصيرُ بحريَ بالسفينِ لأرضنا // ويصِيغُ أركان الهناءِ الأخضرِ
فالنصرُ يأتي بالرجالِ وباللظى // لا بالوعودِ والحوارِ الأغبرِ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق