02/06/2020

الكاتبة رومي الريس

اعتادت مارجريت على قضاء العطلة الصيفية عند عمتها سارا .حيث تسكن في مكان نائي وهاديء ويتمتع هذا المكان بطبيعة خلابة وساحرة وبحيرة جميلة ... إنها حقا قطعة من الجنه . وبمجرد انتهاء مارجريت من أداء الامتحان وحصولها على الإجازة الصيفية.. دخلت على والدتها وهى تكاد تطير من السعادة وعينيها تلمعان من الفرح وقالت لها : سأسافر غدا إلى عمتى سارا ... سأذهب الأن إلى حجرتى لإعداد حقيبة السفر نظرت لها أمها في دهشة وقالت لها لماذا لا تأخذى قسطا من الراحة أولا وتقضى معى بعض الوقت أولا أيتها الجاحدة؟ فقامت الابنة بإحتضان أمها وقالت لها ألم تملى منى أمى؟ سوف اريحك منى بعض الوقت ههههههههه
وحتى تشتاقى لى أكثر
واشتاق لك.
لم تنم مارجريت ليلتها وظلت مستيقظة طوال الليل تفكر في عمتها سارا والبحيرة الساحرة
والمركب التى تجوب البحيرة لتأخذهم فى رحلة ليستمتعوا بصيد الاسماك و مشاهدة الجبال والأشجار، والطيور الرائعة وغروب الشمس وانعكاس صورتها على صفحة البحيرة صورة تنطبع فى الذاكرة ولاتنمحى منها ابدا ... استيقظت مارجريت فى الصباح الباكر وارتدت ملابسها وقبلت أمها وودعتها .... ثم استقلت الحافلة التي ستقلها إلى
البحيره...وبعد رحلة طويلة استغرقت حوالي أربع ساعات وصلت مارجريت إلى منزل عمتها التى استقبلتها بحفاوة وترحاب .كم أنا سعيدة لرؤيتك عزيزي مارجريت! ...كم أشتاق لك حبيبتي ...اوووو انظرى لنفسك !لقد أصبحت شابه رائعه الحسن والجمال! ... أنت تذكرينى بأمك كثيرا لقد كانت في نفس حسنك وجمالك وكانت تفوقنى حسنا وجمالا لقد كنت أغار منها هههههه ثم احتضنت زوج عمتها جورج وقالت: عمى جورج كيف حالك؟ كم افتقدك! سعيدة جدا برؤيتك فى أحسن حال.
امسكتها العمة سارا من كتفها هيا عزيزتى اذهبى إلى حجرتك ...لابد أنك متعبة من الرحلة الطويلة لتأخذى قسطا من الراحة الأن وغدا نذهب فى رحلة إلى البحيره حسنا عمتى سارا تصبحى على خير الأن . نامت مارجريت واستغرقت فى النوم وحينما استيقظت فتحت شباك حجرتها المطلة على البحيرة ففرحت كثيرا لجمال وروعة المنظر ياالهى! ما اروعه من منظر! لم أشاهد مثل هذا الجمال
من قبل ابدا .نادت مارجريت على عمتها فأجابتها انها بالمطبخ تعد وجبة الإفطار. تعالى... حبيبتي صباح الخير هل نمت جيدا؟ نعم كجثة هامدة هههههه لم أشعر بأى شيئ حولى. وبعد تناول الطعام استعد الجميع مارجريت وعمتها وزوج عمتها جورج لركوب المركب والانطلاق فى رحلة إلى البحيره الساحرة، وانطلقت المركب تشق ماء البحيره ومارجريت تكاد تحلق في السماء من السعادة والسرور... هيا مارجريت قال جورج خذى سنارتك وهذه سنارتى.... هيا سارا امسكى....... سنارتك أنت أيضاً..... سنتسابق من سيصطاد أكبر عدد من الأسماك هيا انطلقوا .ظل الجميع ممسكا بسنارتة ينظر إلى ماء البحيره ليروا هل تتحرك السنارة ؟ اووو صرخ العم جورج كالمجنون. لقد اصطدت سمكة اووو كم هى كبيرة ورائعة! صفقت مارجريت بقوة برافو عمو جورج أنت صياد ماهر ... هيا مارجريت هل أمسكت شيئا ؟اووو لقد اصطدت واحدة واو كم هى كبيرة! انظر عمى جورج. أحسنت عزيزتي 
نظرت لهما العمة سارا فى غيظ لماذا لا اصطاد مثلكما؟ كم أنا فاشلة! كم هو غبى ذلك السمك 
أوف، والقت بالسنارة فى البحيرة. وضحك جورج ومارجريت هيا لاتحزنى
هيا نذهب إلى المنزل لنشوى السمك ونتناول الغداء، وبعد تناول وجبة السمك اللذيذه ذهب العم جورج إلى النوم. وذهبت العمة سارا إلى المطبخ لغسل الصحون. وظلت مارجرت تجلس وحدها عند البحيره أخذت ترمى الحجارة داخل البحيره وتنظر للتموجات الدائرية فى صمت حتى سمعت صوتا يقول لها : مساء الخير فزعت مارجريت ونظرت فى دهشة لمصدر الصوت فوجدت شابا وسيما .واو! إنه يبدو كنجوم السينما (هكذا حدثت نفسها ) 
قالت له : من أنت؟ قال لها : أنا أسكن بالجوار 
ومن أنت؟ ردت عليه: انا مارجريت ...وسارا هى عمتى قال لها: نعم أعرف العمة سارا إنها رائعه وكذلك العم جورج.
أحست مارجريت بالاطمئنان فهو يعرف عمتها وزوجها إذن لا داعي للقلق . واو!كم أنت جميلة مارجريت! احمرت وجنتاها من الخجل وقالت له: شكرا لك. وظلت تتحدث معه
وشعرت براحة وسعادة معه ولم تشعر بمرور الوقت حتى غربت الشمس فقالت له: حسنا يجب أن أذهب الآن... لقد تأخرت كثيرا ولا بد أن عمتى ستقلق لغيابى. وداعاً.  
وتكررت اللقاءات بين مارجريت والشاب المجهول عند البحيره . ولم تحك مارجريت لعمتها عن هذا الموضوع واحتفظت بالسر لنفسها .كم أحست بسعادة وفرح وراحة كبيرة من محادثاتها مع هذا الشاب واحست كأنها تعرفه من زمن بعيد. وكانت تتطلع كل يوم إلى لقاءه. وفى يوم ذهبت إلى البحيره ولم تجده. ومرت الأيام ولم يظهر ثانيه حزنت مارجريت كثيرا من الغياب المفاجئ للشاب الغامض الذي ظهر فجأة واختفى دون أثر. لاحظت العمة سارا تغير مارجريت فلم
تعد كما في السابق تتجاذب مع عمتها أطراف الحديث والنكات المضحكة.... فسألتها ما الأمر حبيبتي؟ ماالذى حدث مارجريت؟ بكت مارجريت وارتمت بأحضان عمتها وأخبرتها بالأمر فقالت لها: هذا أمر غريب فنحن هنا منذ زمن طويل وليس لنا جيران ونادرا ما يمر احدا بهذا المكان . ولكن مهلا مارجريت... هناك منزل مهجور على بعد أمتار منا كان يعيش به رجل وزوجته وابنهما الشاب جون. ولكن هذا الشاب المسكين مات منذ زمن طويل .... لقد القى بنفسه في البحيره وانتحر ،ولا أحد يعرف سبب الانتحار .... لقد حزنت كثيرا لوفاته فقد كنت صديقة لأمه المسكينة التى انفطر قلبها لوفاة فلذة كبدها . نظرت لها مارجريت وعيناها تمتليء بالرعب والفزع
وقالت لها : وكيف كان يبدو شكل جون هذا عمتى؟ هل تتذكريه ؟هل ممكن أن تصفيه لى؟ نعم عزيزتي وكيف انساة لقد كان بمثابة إبن لنا أنا وجورج منذ ولادته وحتى وفاته
فنحن لم نرزق بأبناء كما تعلمين.. ولكن مهلا إننى أحتفظ بصورة تجمعنى
أنا وجورج بهم لأنهم
كانوا اصدقاء لنا سوف احضرها لك عزيزتي ثم أحضرت الصورة.نظرت مارجريت وبهتت وابيض وجهها وكأنها رأت شبحا وقالت لعمتها إنه هو ... إنه هو.... الشاب ......الذى قابلته
عند البحيره. آه يا الهى! نظرت لها عمتها وهى فاغرة فاها
والدهشة مرتسمة على وجهها وساد بينهما الصمت. 
         بقلم رومي الريس
بعنوان البحيره الغامضة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...