اعتدت رؤيتهما على طول الكورنيش ، أو عند الشاطئ أو في المقهى .. بلغا من الكبر عتيا ، ومازالا يؤديان فروض الطاعة والولاء لذكرى الحب .. يمارسان طقوس القرب والوصال ، وكل العيون في مدينتي تتابع آخر رحلة عاشقين من زمن اللونين الأبيض والأسود ... وهذا المساء ، لم أسعد برؤيتهما ، وانتابني شعور غريب ، ونسيت الأمر ... ومرت أيام وأيام ؛ وفي صباح كئيب من أيام الخريف .. رأيتها وحيدة .. ثقيلة الخطى .. تمشي وكأنها تحمل فوق ظهرها المقوس أطنانا من خيبات الأمل .. اقتربت منها ، ونظرت إلي ، وأومأت بهمسات .. تلتها نظرات حزينة ، وأدركت ساعتها سبب شعوري الغريب ذاك المساء .
كانت ساعة الصفر قد دقت ، وقطع الاتصال بينهما ، ورحل ، ورحلت معه ذكريات الصبا والشباب ، وقصائد وأشعار وألحان غرام ..وحبا كان حديث المدينة ، وكان أكثر مودة ورحمة ... غابت الذكرى الجميلة ، ولم يبقى من عمر رقيق سوى هذا الجسد النحيل الآيل للسقوط ؛ أو ربما سقط و أفل بسنين ... ** نعيش أو نموت معا ** ... هكذا كانا يقولان .
ـــ مصطفى الصبان ـــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق