19/06/2020

الكاتبة آمنة حماد

مرثية في حضرة كل الشهداء. 

إنهم عائدون.... 
سأخبر عَنْهُم حَرْف القصيد 
لينهل مِن رُوحَهُم كُلُّ مَعْنًى 
فَيَنْبُت أَلْف شَهِيدٌ مَجِيدٌ 
أحادث عَنْهُم 
كُلّ الذين لَقِيت 
أَخَصّ بِقَوْلِي قُلُوب الصِّغَار 
لِأَنَّ الصِّغَارَ بُذور الْحَيَاة 
وَثَمَّة خَيْط رُفَيْع 
بَيْن الطُّفُولَة ووهج البطولات 
يُدْعَى الزَّمَان الْجَدِيد 
كُلّ الحمائم 
تَلَون مَعِي ذِكْرِهِم 
عَلَى الْغُصْنِ غنوا 
الكِفَاح...... 
النِّضَال...... 
الكرامة......
ثُمّ الْخُلُود 
عَلَى هيئتان 
يَعُود الشَّهِيد كَمَا قِيلَ لِي 
فَإِحْدَاهُمَا 
يَعُود كظل 
عَلَى جانب الْبَحْر 
يَمْشِي تعانقه همهمات الرِّفَاق 
وَهُم يُنْعِمُون بِيَوْم سَعِيد 
وَثَانِيهِمَا 
عَلَى شَكْلِ رَوْحٌ يُعْبَق أرجاءنا 
هامسا للورى بالصباح الْجَدِيد 
هُنَاك أنتظرهم 
خَلْف النَّوافِذ 
عِنْد الزَّمَانِ الَّذِي بَيْنَ بَيْنَ 
إذما يَنُوء بأثقالنا كَأَهْل الشَّمْس 
تَحْجُب مِنَّا الرَّوِيّ 
ويلُاشي الظَّلَام 
هُمُوم حَيَارَى 
وَدَمْع يَتِيم وَلِيد وَحِيدٌ 
فَفِي اللَّيْل ذَاك أرتقبهم 
فَهُم يغزلون الضِّيَاء بِصِدْق 
وَلَا بُدَّ للمرتجَى أَنْ يَعُودَ 
وَفِي مَرَّةٍ قَدْ رَأَيْت بِعُمْق الْمَنَام 
قَنَادِيل تَعَرَّج نَحْوَ السَّمَاءِ 
أَلْفَان كَانَتْ أَوْ رُبَّمَا قَدْ تَزِيدُ 
تُنِير الطَّرِيق بزهو 
لكل الذي سلك الدَّرْب نَحْو الْجِنَان 
معبأة دَمٌ أَخْضَر 
سَأَلْت 
دَهَشْت 
علمت بأن
الْقَنَادِيل ملأى 
بزيت يسمى دماء الشَّهِيد ! 
فِدَائِي هَام بعشق التُّرَاب 
وَرِيح الْمَدَائِن 
إرْث الْجُدُود 
لَقَّنْتَه الْحِكَايَة فِي الْمَهْدِ 
أن الْحُقُوقَ 
الَّتِي طَال عَنْهَا الْأَمَد 
وَالْبِلَاد إذَا عاث فِيهَا الْبُغَاة الطُّغَاة 
سَيَبْقَى الْمَكَانِ عَلَى عَهْدِهِ 
وَفِيًّا 
حَفِيًّا 
دفيئا 
يَحِنُّ إلَى أَهْلِهِ 
وَيَأْتِي زَمَان 
يَجِئ بِه مستعيد   
فهذي الْبِلَادِ لَهُمْ قَبْلَه 
يزجونها كُلَّ يَوْمٍ تحياتهم 
تَبْلُغُهَا الرِّيح وَالطَّيْر والقادمين 
وَفِي النَّفْسِ مِنْهَا هَوًى لَا يَبِيد 
توضوا بِمَاء الشَّهَادَة صَلَّوْا صَلَاةَ الَّذِي لَن يَعُود 
فَمَا عَاد يَسْمَع ضحكاتهم بَيْنَ كُلِّ الرِّفَاق 
وَهُمْ فِي سِنِينَ مِنْ الْعُمْرِ قَدِ أينعنوا 
وفاح الصِّبَا مِنْهُم كَالْوُرُود 
هُنَاك إرتقوا حَيْث طَاب الصُّعُود 
فَكَانُوا نُجُومًا عَلَى أفقنا 
مَضَوْا والهُتَاف يعبق كُلّ الشَّوَارِع 
لكنهم في صمتهم يَرْحَلُون 
فلا صوت لِلنَّجْم أو للمجرات عِنْد الْمَسِير 
وَلَا صَوْتٍ بالحقل إذما 
تَنَاثَر فِيه بفعل الربيع رحيق الْوُرُود
آمنة حماد/السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...