29/12/2019

الشاعرة د. أمل درويش

حكاية كل عام.
بقلم د: أمل درويش.

وتمضي الأيام، مجموعة أوراقٍ في رزنامة الزمن نمزقها ونلقي بها في مكب الذكريات بكل ما تحمل من ألم وفرح، أحزان ومرح، إخفاق ونجاح.. جميعها سواء!
نعم؛ فبعد مرور الحدث، وبعد اجتياز مرحلةٍ ما في حياتنا يتوقف الإحساس بهذه اللحظات ويبقى لنا طعم الذكرىٰ بمرار خديعةٍ أو بنشوة انتصارٍ.

وتتكرر نفس الأحداث في كل عام، وننتظر النهايات لنقدم للزمان كشفَ حسابٍ، نلومه فيه على فقدِ غالٍ أو غدر من ظنناهم أصحابًا..
وينتهي العام ونبدأ عامًا جديدًا نُعيد نفس التفاصيل وكأننا تعاهدنا أن نبقى على نفس الدرب نسير..
كطفلٍ يتعثر في كل مرة يخطو فيها أولى خطواته دون أن يغير طريقته في استقبال الطريق لأول مرة، ولا يتعلم من عثراته.

فمتى نعي الدرس؟ ونبدأ صفحةً جديدةً في الواقع وليست مجرد أمنيات نلقي بها على أطراف السطر.
متى نقف أمام مرآةٍ لا تعرف المجاملة ولا تُزين لنا تهاوننا مع أنفسنا وإلقاء اللوم على الغير؟
نحتاج كثيرًا لهذه المحاكمة، دون جلدٍ للذات ودون اختلاقِ ألفَ عذر.

لمرةٍ واحدة نكون فيها منصفين..
نعاهد ذاك البريء الذي يواجهنا في المرآة ويتحمل منا العتاب في كل إخفاق، وكل سقوط أو تلقي طعنة غدر.
نعده أن نتغير في التفكير، ونبدأ عامنا الجديد من حيث انتهى الآخر، ونطوي كل الصفحات الماضية ونختمها بالشمع الأحمر.
فالماضي قد ولّىٰ واستهلك من قلوبنا وأرواحنا أكثر مما استحق، وأيامنا القادمة تنتظرنا لنزينها بالبراءة والصدق.

هيا ردد معي بكل جوارحك: لا مزيد من الألم، فقط  نحن والأمل..
لا لوم للأيام على ما تحمل، فكل يوم سيأتي حتمًا سيمر، ونحن في رياض الأيام ضيوفٌ نعبرها ولا ننتظر.

كل يوم ونحن معًا بكل ما يحمله من خيرٍ وشر.
ونمضي وأيدينا لا تمتد سوى بالخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...