قصيدتي (إبحار بلا شراع):
الدكتور حسن كمال محمد محمد
حَبَبْتُكِ دُونَ كَيْفَ وَلا لِماذا؟***
وَكُنْتِ النّاسَ طُرًّا وَالْمَلاذا
أَجِيءُ إِلَيْكِ فِي عُسْرِي وَيُسْرِي***
طَرِيدًا لاذَ بِالمَأْوَى لِواذا
أفرُّ إليكِ مُرتَحِلًا كَسِيرًا***
فَعِنْدَكِ مَفْزَعِي مِنْ ذِي وَهَذا
أَطِيرُ إِلَيكِ مُنْكَسِرًا مَهِيضًا***
كَأَنِّي طائِرٌ يَرجُو عِياذا
وَتَحلِيقِي إِلَيكِ بِلا جَناحٍ***
أرَى مُرًّا لَدَيكِ هُوَ الْتِذاذا
وَأُبْحِرُ فِي هَواكِ بِلا شِراعٍ***
وَعاتِي المَوجِ أَحسَبُهُ الرَّذاذا
وكلُّ العَيْشِ بَعدَكِ مَحضُ وَهْمٍ***
وُكلُّ سَعادَةٍ تَأْتِي انْتِباذا
فَأَنْتِ الرِّيُّ وَالمَنْجَى جَمِيعًا***
مَعاذَ سِواكِ يُرضِينِي مَعاذا
تَخَلَّلَ حُبُّكِ فِي كُلِّ جِسْمِي***
فَكُنْتِ السِّحْرَ يُسْعِدُنِي نَفاذا
فَهَلْ أَدرَكْتِ أَجْوِبَةً لِقَولِي:***
حَبَبْتُكِ دُونَ كَيْفَ وَلا لِماذا؟
فَكُلُّ إِجابَةٍ تَغْدُو هَباءً***
فَنارُ الحُبِّ أَعْيَتْنا اسْتِعاذا
وَمَنْ يَبْغِي لَها كَشْفًا وَسَبْرًا***
يَؤُوبُ مُحَطَّمًا يَرعَى الجُذاذا(١)
فَكُنْهُ الحُبِّ مُسْتَعْصٍ عَلَينا***
بِلا كَيْفٍ وَصَعبٌ أَنْ يُحاذا(٢)
وَعَنْ سَبَبٍ لَهُ فَهَذاكَ وَهْمٌ***
وَفِي فَهْمٍ أَتَى يَشْكُو حِواذا(٣)
فَمِنّا مَنْ يَراهُ الخَيْرَ صِرْفًا***
وَفِيهِ هُدًى وَيُسْعِدُهُ اتِّخاذا
وَكُلَّ مَصاعِبٍ تَبْدُو نَعِيمًا***
وَيَرضاها أَفاوِيقًا(٤) لِذاذا
وَمِنّا مَنْ يَراهُ الشَّرَّ دَوْمًا***
فَيُوسِعُهُ احتِراسًا وَانْتِباذا
وَكُلَّ هَناءَةٍ مِنْهُ الرَّزايا***
وَيَسْعَى جاهِدًا يَرجُو مَلاذا
وَلَو يَمْضِي بِدَربٍ أَو بِرَكْبٍ***
تَراهُ يَسُومُهُ حَربًا خِواذا(٥)
فَفِي الحالَينِ يَرمِينا بِهَمٍّ***
لَنا رَبِّي فَنِعمَ المُسْتَعاذا!
---------------------------------
١- الجُذاذ؛ أي المقطَّع أو المكسَّر.
٢- يُحاذ؛ أي يُحاط به.
٣- حِواذ؛ أي بُعد.
٤- أفاويق: جمع فيقة، وهي اللبن الذي يجتمع في الضرع بين الحلبتين.
٥- الخِواذ؛ أي التنحي.
.....................................................................
........................................................
...........................................
..............................
..................
..........
....
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق