30/12/2019

الشاعر بشير عبد الماجد بشير

مَـا ضَـرَّ لـوْ  .. ؟ 
***
عَـامَـانِ فــي حُـلُـمٍ جَـمـيلٍ رائِــعٍ 
عُـمْـرِي تَـبَـخْتَرَ فــي نَـضِير جِـنَانِهِ 

غَـنَّـيتُ لـلأَمَـلِ الـمُحَالِ وشَـاقَنِي 
بَــرْقٌ رَجَــوْتُ الـغَـيثَ مـن لَـمَعَانِهِ 

ومـضَـيتُ مـن وَهْـمِي أُصَـوِّرُ جَـنَّةً 
لـلحُبِّ تُـسْقَى مـن شَـهِيِّ دِنَـانِهِ 

وغَـرَسْتُ فـيها من نَدِيِّ عواطِفي 
وَرْداً يَـتـيـه الـعِـطْـرُ فـــي أفْـنـانِـهِ 

ونَسَجْتُ من وَشْيِ المَشاعِرِ بُرْدَةً 
غَــــزَلَ الـرَّبـيـعُ خُـيـوطَـها بِـبَـنَـانِه 

ودَعَـــا الـفَـراشَـاتِ الأنِـيـقَةَ كـلَّـها 
لِـيُـنِـلْنَها مـــا نِــلْـنَ مـــن ألْــوانِـهِ 

وَوَهَـبْـتُـهـا لــمَّــا تَــبَـرَّجَ حُـسْـنُـها 
لـلـحُسْنِ لـمَّـا صِـرْتُ مـن عُـبْدَانِهِ 

وكَـتَـبتُ شِـعْـراً ذُبْــتُ فـيهِ صَـبابَةً 
ورقَــصْـتُ نَـشْـواناً عـلـى ألْـحَـانِهِ 

وصَــحَــوتُ لا أَمَــــلٌ ولا بَــرْقٌ ولا 
غَـيْـثٌ وّذَابَ الـقلبُ فـي أشْـجْانِهِ 

وتَـسـاقَطَ الـدَّمْـعُ الـحَزينُ مُـشَيِّعَاً 
حُــبَّـاً نَــمَـا واغْـتِـيْلَ فــي رَيْـعَـانِهِ 

مــا زالَ فـي أُذُنـي صَـدَى نَـغَمَاتِهِ 
وبِـمُـقْـلَتَيَّ يَــلـوحُ طَــيْـفُ حَـنَـانِـهِ 

أوَّاهُ يـــا قَـلْـبـي نَـصَـحْتُكَ جـاهِـدَاً 
ألَّا تُـطـيـعَ هَـــواكَ فـــي طُـغْـيانِهِ 

فَـأَبـيتَ إلَّا أنْ تَـمـيلَ مــعَ الـهَـوَى 
وَسَـخِرْتَ مـن نُصْحي ومن بُرْهانِهِ 

وَزَعَـمْتَ أنَّـكَ سَـوفَ تَظْفَرُ بالمُنَى 
حَـتْـمَاً وتَـجْـني الـكَـرْمَ فــي إِبَّـانِهِ 

ومَـضَى الـزَّمانُ وأنتَ تَشْدو ناسِيَاً 
غَــــدْرَ الــزَّمـانِ ونَـقْـضَـهُ لأَمَــانِـهِ 

ولَــهَـوْتَ حـتَّـى أيْـقَـظَتْكَ فَـجـيعَةٌ 
هَـدَمَـتْ عـليكَ هَـواكَ مـن أرْكـانِهِ 

وتَـنَاثَرَتْ أشْـلاءُ حُـبِّكَ فـي المَدَى 
وبَـقِـيتَ كـالـمَجنونِ فــي هَـذَيَـانِهِ 

مــا شـامِـتٌ أنــا يــا رَقِـيـقُ وإنَّـمَا 
هَــذا أسَــايَ عَـجَزْتُ عـن كِـتْمانِهِ 

أبكي وما جَدْوَى البُكاءِ وقد مَضَى 
حُـلُمي الـجميلُ ولُـفَّ فـي أكْفَانِهِ 

ويــقـولُ قـلـبـي بــعْـدَ هَــذا كـلِّـهِ 
إنَّ الـخُـطـوبَ تَــزيـدُ فــي إيـمَـانِهِ 

ويَــــظَـــلُّ يَــحــكــي دائِـــمـــاً  
عـــن طـائِـــرِ الـفِيـنِـيـقِ .. 
يَــحْــيَـا فـــــي لَـــظَــى نِــيــرانِـهِ 

وأظَــلُّ أسـمَعُ نَـبْضَهُ .. ويَـقودُني 
ويُـعِـيـدُني قَــسْـراً إلـــى بُـرْكـانِـهِ 

والـحُـبُّ بــي يُـغْريهِ يُـفعِمُ كـأسَهُ 
شِـعْـرَاً يُـذيـبُ الـصَّـخْرَعَذْبُ بَـيَـانِهِ 

يــا حُــبُّ لا أَقْــوَى تَـعِبْتُ فَـخَلِّني 
أرْتَــاحُ مــن قـلـبي ومــن خَـفَقانِهِ 

مَـا ضَـرَّ لَـوْ عـاشَ الـفَتَى حَجَراً .. 
بلا قلْبٍ يَجُورُ عليهِ في سُلْطانِهِ ؟

***
بشير عبد الماجد بشير
السودان    
من ديوان ( كتاب الوهم)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...