24/12/2020

الشاعرسامح حسن محمد

رحمك الله يا أبتي 

رحلت عني ولم ترحل مني 
وكلماتك ونظراتك تلاحقني
اخبرتني أن الظلم مهما طال
كالليل يبدده نور النهار...
والعدل اسأس تقام عليه الأوطان
لكنك لم تخبرني أن الإنسان
بلا حب بلا قلب بلا حس مسمى إنسان
قلت : "لا يد تصفق وحدها يا ابني
         ولا وحداني يكيد رجال"
الحمراء تبتع بسيدها يا ولدي ...
والشاطرة تغزل برجل حمار
الراجل ال صح زوجته تعبانة
والأنثي ال صح راجلها تعبان
الفارس الهمام لا يملك حتى بغلة
وأشباه الفوارس راكبه الحصان
العندليب يغني في الفلاة وحده
لا حس عنه ولا خبر يقال..
وصاحب الجاه لو أخرس وصاح
صفقت له الجموع ورقصت له ام خلخال
"ليس كل من لبس العمامة يزينها
ولا كل من ركب الحصان خيال"
ولدك يعوض زوجتك تعوض ..
لكن أبوك وامك وأخوك من وين 
وأين تلاقي العوض فيهم يا خال
النخل يموت واقف يا ولدي 
والورد والزهر والياسمين لا يهان
مر الزمان وصدقت يا ابي 
لكن سبحان مغير الأحوال 
لم يعد فرسان ....
ذبل الياسمين ولم تعد الرجال رجال
الأخ صار اليوم جار والأم أم لكن للنساء أحوال
الزوجة والأم في وفاق كاذب إلا من رحم ربك
والصديق صديق نعم حتى يختلف دربه ودربك
تقطعت الأرحام أبي غصبا وغصبا
حتى الصلة صارت غالية عزيزة 
الفرحة هربت منا نراها اليوم طريدة
الحزن عشش فينا يا أبتي والحال لم يعد يسر
شجر الليمون والصبر والزيتون بيجف
حتى السمك يا ابي هاجر اختفى ووزنه خف
السنارة والعود حتى الطعوم صار السمك
يعرفها يشعر بها يخاف منها ....
الطيور عرفت رائحة السهوم والبارود 
في كل البلاد صوتة عالي صار عادة
وعليه الناس معتادة ....
ريحة الدم وطعم الحزن والغم في الحلوق
دايم ابني وابنتي خائفين مني وانا داخل من الخارج هناك أمراض في قلوبنا هناك 
 في بيوتنا وشوارعنا ...مدارسنا .. في كروونا
زمان يابا كان في طاعون وكوليرا ...
كان في حصبة وبلهارسيا تهري اكبادنا
وكنا عايشين وراضيين وسعداء "وموش "خايفين 
يا ابويا نموت وكنا نفوت ع شجرة توت وناكل
حتى نملأ كل بطن كل جوف ونروح معانا في الطبق توت توت يا اخواتي من شجرة" الحاتي"
عارف يابا فينا الأمل مغروس لكن مستحي
عارف يابا رزقنا مكتوب نعم في الغيب مختفي
عارف يابا الناس فاكرينك لاني منك اسبهك
في جلستك في حتى لون عينك وبسمتك
عايشين يابا في الدنيا الكدابة ال قلت عليها
ال متغطي بها عريان ...
فاكر العم فلان سألني عليك وقال أبوك مات
لكنه ما مات ضحكت وقلت كيف ما مات
قال يا يابا ال "ال انجب ما يموت"
حبيت اخاوي ابني لكني خفت لا لا ليس ضعف ايمان واعلم أن له رب ورحمن لكني رأيت
الأخ بيقتل أخوه والجار بيجور والعم والصلب 
في زمن الخوف بيطوف ويتفرج كأنك أمامه
بيلياتشو وبتهرج ...
نام يابا أنت في مأمن قرير العين..
لكن احنا يدوب عايشين كما الأموات الكل في البيوت ال أصبحت قبور لا نخرج ولا بنزور 
ولا حتى يشفنا حد وكل شيء صار بحد 
وما في اليد صار على القد ..
أنا يابا بدعيلك من جوه أنا يابا نعم سامح
لكن لو شفتني تقول "موش هوه"
الكل بيسلم عليك بيدعيلك ويا بختك عندك بنات 
يشفعولك في يوم الدين وولادك رجالة لبيتك 
فاتحين وعلى درب خيرك قدر المستطاع قادرين
لا تبكي يابا على حالنا ..
زمانك كان الزمان الآن نعيش في جحيمنا

موش خايف زماننا يفوت صارت العيشة بطعم الموت.

سامح حسن محمد
جمهورية مصر العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...