أيتها الروح الصغيرة، تجلدي بالصبر و تمسكي بالأمل، تشبثي بأحبال النجاة و لو واهية.....
اطمئني و لا تجزعي، أعين الرحمان تحرسك
فرحمته الواسعة تشملك و تؤنس وحشتك...
أمرك لا محالة بيدي المغيث، بإذنه سيتم إنقاذك و انتشالك من ضيقك و أسرك...
مدركون حجم معاناتك التي لا تخطر على بال بشر و لا يستوعبها أي عقل راجح....
تصارع يا ريان قدرا مجهولا، لا هواء، لا ماء،
لا حركة و لا قوت.. تقبع في حفرة بباطن الأرض أياما و ليالي كأنها الدهر....
بالكاد تلتقط أنفاسك، فقواك الهشة واهنة...
أيامك عصيبة في هوة سحيقة، ظلامها دامس.
لقد دفعت ثمن حظك العاثر، صوت بكائك المكتوم مزق قلب والديك المكلوم......
لأجلك انهارت الأعصاب و انفطرت الأفئدة، فالحفر على قدم و ساق حتى لا تلتف الساق بالساق......
تتضافر جهود جبارة يحثها الإيثار و نكران الذات و ترفع الدعوات و الصلوات لرب الكون نابعة من أعماق الصدور، التي أدماها مآلك التعيس....تنشد خلاصك من غيابات الجب المشؤوم..
الكل مهتم لحالك المفجع خوفا عليك من انجراف التربة أو من قبضة ملك الموت..
متطوعون من كل الفئات لم يذوقوا طعم النوم، يناضلون باستماثة ضد الطبيعة و كلهم تصميم و عزيمة لإرجاعك لأهلك حيا، استجابوا لنداء الواجب الإنساني....
كل الأعناق مشرئبة، تترقب على أحر من الجمر الوصول إلى جسدك المنهك الذي ما فتئ يتحمل الإصابات و الآلام و مضاعفات الجوع و البرد القارس.....ترتعد فرائصك من هول ما تتكبد و الرعب الذي يسري في أوصالك و عروقك...
من غير خالقك يمدك بالقوة و الصمود أمام قدرك المحتوم و يشد أزرك و عضدك....
الفرج قريب بحول الله، ستكتب لك حياة جديدة حتى تقر أعين أبويك و تفيض بالدمع من شدة الفرح و الامتنان لكرم الله تعالى
و لطفه الخفي..و حتى يتنفس الجميع الصعداء و يعلو الهتاف بالتكبير و التسبيح
في كل الأرجاء....
ستعلق مأساتك بالأذهان و تحكى للأجيال القادمة كمعجزة إلهية......
.
حكيمة مكيسي. المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق