28/02/2022

الكاتبة هبا طرابلسية

*****طفولة هرمة*****

خرجتُ من البيت مسرعة تأخرت على صديقتي.
انتظرت (الميكرو باص) كان الازدحام شديداً والناس في تخبط لا يفسحون المجال للراكبين بالنزول ليتسنى للآخرين الصعود.
فوضى جعلتني أغضب جلست في مقعدي وأنا أتمتم متى سيكون لدي سيارتي الخاصة، وارتاح من المرمطة في وسائل النقل ومن همجية الناس المتزايدة.
وإذ بعيونه تلمع في وجهي سرق قلبي بلونهما كلون السماء يموج إنعكاساً على البحر.
قرأت قلق كهلٍ اتعبته الحياة حين رمقني بنظرةٍ كاد قلبي ينفطر لها.
وجهٌ ملائكي شوهه غبار الطريق صبغته لفحة الشمس بسمرةٍ جذابة، أخذ يتهامس مع صديقه الآخر.
رصد مسمعي بضع كلماتٍ فهمت من خلالها سبب قلق ذلك الصغير.
نزل الصغيران قبلي بموقف، والقلق يشوه ملامحهما البريئة مشى الميكرو وعيوني تتبعهما حتى غابا عن ناظري.
وصلت مقصدي نزلت من الميكرو والغضب يعتريني بسبب تزاحم الناس صرخت افسحوا لنا الطريق لننزل أولاً وهممت لاعبر الشارع العريض، لمحتهما من بعيدٍ مع شابٍ في مقتبل عمره، يلوح بيده التي يحمل فيها سيجارته اللعينة ماداً يده الأخرى في جيبه يريد إخراج شيءٍ تملكني الخوف واسرعت صوبهم، وقفت قريبة استرق السمع وقلبي نبضاته تضطرب.
لم اشعر بنفسي تدخلت عندما أراد ضربهما وهو يشتمهما.
_أرجوك لاتعنفهما لقد كنت معهما في نفس الميكرو
هما ليسا كاذبين لا تدع صاحب العمل يعنفهما.
نظر الجميع نحوي، الطفلان عيونهما تكاد تذرف دموع آزرةً لدمعي الذي انساب ولم استطع منعه.
تصّفن الشاب بوجهي قليلاً.
_حسناً ياخالة لن اعنفهما لا تقلقلي امضي في سبيلك
تسمرت قدماي وكررت رجاءي له.
من ثم مضيت في طريقي وأنا انظر لهم حتى غابوا عن ناظري، والقلق يأكلني فوضت أمرنا جميعاً لله
سائلتاً المولى الفرج وصلاح أحوال جميع أطفال العالم المشردة.

#هبا_طرابلسية_سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...