27/02/2022

الكاتبة ناهد الاسطة

عندما يكبو القلم
جمدت الكلمات  وتعثر جريان الحروف وتسألت الأفكار 
عن الحدث العجيب :
ماذا هنالك ؟ .. أيها القلم ماذا يحصل ؟ 
بقي القلم ثابتًا لم يرسم حرفًا ..
تنحنحت الأنا وقالت : هل تسمحي لي بالكلام ؟
أيتها الأفكار تمهلي ..!!!
إنك تجلديني في كل مناسبة وكأنك منزهة عن الخطأ 
- أنا منزهة عن الأخطاء ردت الأفكار بتعجب وكيف هذا ؟!!!
لا أحد منزه... الأخطاء رفيقة دربنا على الأرض وقد أفلح من استطاع أن يقلل من سيطرتها عليه أو يخفف من الوقوع في براثنها.
- قالت الأنا : نعم الأخطاء رفيقة دربنا ، ولكن ليست كل الأخطاء سيئة ، فنحن نتعلم منها ونأخذ الحكمة لنستمر في الحياة .
لكنك تتسلطين عليَّ أيتها الافكار ، وتعيثي فسادًا في حياتي !!...
تضخمي الخطأ ، وتعيدين تمثيله في مخيلتي آلاف المرات ، وفي كل مرة تتصيدين القاء الملامة على أكتافي ، كبلتي حياتي وأصبتيها بالشلل ...
لا بل سجنتيني في أخطاء ، كان من المفترض أن نجلس معا نتدارسها ، نحللها نقرر كيف نتراجع عنها ونصلح اي خلل ينجم عنها  ، ونفهم الحكمة منها  نأخذ العبرة منها ، ثم نضمي قدما للغد لنعيش وننجز .
- مهلا أيتها الأنا ... هل تستسهلي الأخطاء والوقوع بها 
وهل كل خطأ يُصَلًَّح ماذا تقولين ؟!!
عندما يخطأ المرء يجب أن يعاقب ، وأن يعرف جسامة خطئه ، سواء كانت هذه الأخطاء بحق نفسه أو بحق الغير ، فلا تتلاعبي بالكلمات وتستخفي بالموضوع...
- سيدتي الأفكار : تسرعتي بالحكم عليَّ ،  انا لا أرتكب الأخطاء محبة بها ، فأنا ارتكبها  جهلًا ، أو قلة حيلة أو مواقف أجدها تحيط بي ، ولا أنكر قد يزين لي الوسواس الخناس أمورًا وأعتقدها إنها صحيحة ، أو إنها عثرة بسيطة و ولكن للأسف قد تكون أمرًا جلالًا ...
لكن لم أتخلَ يومًا عن مراجعة أعمالي ، والتدقيق بها وأشعر أين زلت قدمي ، ومتى يجب أن أقف لأتدارك الأمر .
فهل رجاءً ساعدتني بأن اخذ القرار السديد ، بندم أو اعتذار ، وأتعهد بأن انتبه في المرة القادمة وأتجنب هذه الاخطاء ...
- لكن لم لا تسمعين لتجارب غيرك وتتعلمي منها؟..
لما يجب ان تخوضي بنفسك في كل التجارب ؟!! ..
سألت الأفكار .
- الأنا: وكأنك لا تعلمين خصلة الغرور التي جُبِلتُ عليها ..
جميل أن اسمع لتجارب الغير ، لكن الأجمل أن أثبت إنني أقوى من الغير ، وأستطيع أن أقاوم وأجتاز ما لم يستطع الغير فعله ...
-الأفكار مدمدة همست : سيقتلك غرورك هذا يومًا 
- الأنا: سيدتي الأفكار كلنا سنموت ، لكن بعضنا يموت ولم يعش ثواني في حياته كلها ...
وبعضنا يخوض الحياة ، ويتعلم من معتركها كيفما كانت الظروف ،  يعيش الحياة يستنشقها يقع ..يكبو.. ويجرح .. ولكن يقوم أقوى ، وأكثر حكمة وقد يفيد بعطاءه وحكمته رفقاء الحياة ...
وفي النهاية سيموت ، وهو مشبع بالحياة التي خلق ليعيشها .
- أعتقد عندك وجهة نظر تأخذ بعين الإعتبار أيتها الأنا ..!!! ردت الأفكار متفهمة طرح الأنا ....
لكن مع ذلك سأبقى وراءك وأذكرك بهفواتك ....
- هتفت الأنا : نعم ، نعم ..  دعينا نتشارك الحياة نخوض غمارها معًا ، ونتدارس أخطاءنا لا نخاف منها ....
الشجاعة من اعترف بخطئه ، وأصلحه وأزمع أن لن يتعثر به مرة أخرى ، وأن لا يغرق فيه ، وأن يتطلع لغد أكثر حكمة وأكثر بناء للحياة 
ناهد الاسطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...