* * * البعد المروّع * * *
عن عيني غابت شمس الظهيـرة
ام المّ بقلبي الليل و الأدمــــــــعُ
يستلني من رحم الفؤاد شوقـــك
و يعدم ذاكرتي بك و يتمنّـــــــعُ
يمزّق صدري الضّياع و يهتــــــك
و النار تقتات لحمي و تصــــْـرعُ
و الروح لو تدري كم مشتاقـــــة
و كم شاءت من جسدي تنـــــزعُ
فلكم نشدتك و الأنام غافيــــــــة
و لكم رجوتك لعلك ترجـــــــــــعُ
و كم طاف بي وجهك حلـــــــما
و كم لحقت اطيافك طمــــــــــعُ
صبرت و ما كان صبري قليــــــلا
فالليل وحده كدهر بل أوســـــــعُ
كيف أصبر و الجراح بنحــــــــري
و الرّماح في ضلوعي تتربــّــــــعُ
إني ها هنا أراك بين يـــــــــــــديّ
و أسأل عنك الجهات الأربــــــــــــعُ
مجنون ليلى ؛ عنترة و جميـــــــــل
أ حالي مثلهم ؟ بل إنه أروــــــــــعُ
أشيد بحبك غافيا و صاحــــــــــيا
و في المدى صوتك يسمـــــــــــــعُ
يبعثرني الحنين كلما هزّ جنـبـــــي
و تنتابني الحمّى و التوجّــــــــــــعُ
ترثي لشدوي الدنيا بحالـــــــــــــها
و يعصف بها المدى المروّــــــــــــعُ
كالهشيم المتناثر أوراقي تشيّــــــعُ
و قصائدي بكل منتدى تتضـــــــرّعُ
لا رققتِ لصوت غزاه التنهّــــــــــــد
و لا قرأت في حروفي التصـــــدّعُ
ليس من عاش الهجران حياتــــــــه
كمن يرى من بعيد و يسمـــــــــــعُ
لا كل من عرف الصّبابة عاشـــــــها
و لا كل عاشق بالعشيق يتمتّــــــعُ
غريب بأهلي أزداد بالبعد غرابــــــة
و غصن غربتي كل يوم يفــــــرّعُ
يحنّ لحالي العليل و المتســــــــوّل
و عني يسأل الكفيف و المقطــــــعُ
يا من وجهه عن العيون مختـــــفي
متى بربّك يشرق بدرك و يسطــــعُ
و متى أشكو لك لوعتي جهـــــــرا
فتسبق عينك عيني و تدمـــــــــــعُ
~ طاهر الذوادي ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق