23/10/2020

الشاعر محمد أبو مديغم

* نُورُ نَوَاظِرِي *

أَنَا كُنْتُ قَبْلَ الوَصْلِ أَحْيا وَنَفْسِي  
فَلَمَّا دَنَا مِنِّي الهَوَى صِرْتِ نَفسِي 

وَمِنْ شِيْمَتِي صَوْنُ الوِدَادِ بِخَافِقٍ
يُشَاطِرُ وِدِّي كُلَّ يَوْمٍ بِأُنْسِ

يَفِيْضُ فُؤَادِي نَحْوَهَا فِي مَحَبَّةٍ 
وَفَيْضُ هَوَاهَا زَادَ مِنْ وَجْدِ أَمْسِي

فِإنْ جِئْتُ هَيْمانًا إِلَيْهَا وَشَائِقًا 
سَقَتْنِي سُلافَ الحُبِّ شهدًا بِكَأْسِي 

غَرَسْتُ هَوَاهَا فِي سَواحِلِ مُهْجَتِي 
وَمَا زِلْتُ أَحْيَا بَيْنَ أَحْضَانِ غَرْسِي 

رَأَيْتُ شُمُوسَ السِّحرِ تَحْتَ خِمَارِهَا 
قَدْ اكْتَحَلَتْ نُورًا طَوَى كُلَّ يَأَسِي

وَلَمَّا نَظَرْتُ الضُّوءَ آنَسْتُ كَوْكَبًا 
أَضَاءَ دُرُوبَ العُمْرِ مِنْ بَعْدِ لَبْسِ

عَلَيْهَا حَمَدْتُ اللهَ في كُلِّ لَحْظَةٍ
وَجُدْتُ ثَنَاءً فِي صَلاةٍ بِقُدْسِي 

وَصَلَّيْتُ فِي لَيلِي صَلاةَ تَهَجُّدٍ
إِلى أَنْ تَجَلَّى الفَجْرُ مِنْ وَجْهِ شَمْسِي

فَيَا شَمْسَ صُبْحِي أَنْتِ نُورُ نَوَاظِرِي 
 يَرُّفُ إِلَيكِ القَلْبُ مَعْ كُلِّ حِسِّ  

وإنَّ هَوَاكِ اسْتَوْطَنَ اللُبَّ عِنْدَمَا
رَأَيْتُكِ فِي حُلْمٍ يُرَاوِدُ نَعْسِي

*******
محمد أبو مديغم
بحر الطّويل 

الشِّيمةُ :خُلُق، سجيّة، خِصْلة
الشَّائِقُ : المشتاقُ
السُّلاَفُ : أَفضلُ الخمر وأَخلصُها
اللَّبْسُ : اختلاط الظلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...