رســـــالة إلــــــى ليــــلى
صديق لى من خيرة الشباب خلقا ووجاهة ، خطب فتاة وسيمة ، جامحة ، عصرية الهوى ، موزعة الإحساس ، فجاءنى يشكو متأثرا ، فأنشدت قائلا :
:
رسالة إلى ليلى " قصيدة "
:
خــَطَبـْـتَ لـيلـى وبــاتَ القــلــبُ ولـهَـانـا
وصـَـــــــارَ شِــعــــرُكَ لـلأحـبـابِ رَيـَّــانـَــا
:
وَجـُــنَّ شَـوقُـكَ - يــا مسكينُ - مِنْ وَلَـهٍ
وفــاضَ حـُبـُّــكَ أنْــغــامــــاً وألـحَـــانــــا
:
وتــــاهَ عـَقــلـُكَ عـــــن دُنـيــا بــِلا قَمَرٍ
وغــابَ حِسـُّـكَ إذْ مـادُمــتَ نَــشــوَانا
:
لــكــنَّ لــيلـــى بـالمحبوبِ قد كـفــرت
وأطــفـأت مـِــن حَـنايا الــصَــدرِ إيــمَانـا
:
كأنــَّمــا الــهَجرُ بــعد الوصــــلِ دَيدَنُهَــا
فأبعدتْ عن مَــرَاسي الموْجِ شُــطآنـــا
:
هـــلْ كــان منـِّـي الحــبُّ فيه مَنْــقَصَةٌ
أوْكـانَ لَحظُ الغــيبِ خطَّ هُــجرَانـا
:
هــلْ ماسَ شِعري وَمَا اهْتزَّت ضَفائِرُها
ولاحَ دمــــعُكِ يـــاليــلاي فـرحَـانــــا
:
هـــلْ هــــامَ شِــعــرى إلاَّ في مَفَاتنِها
إذْ أهـــــدَت الــقلـبَ نــِسْرينــاً ورَيحانـا
:
يـــاليــتَ ليــلى مــاغنــَّـت وما هَزَجت
كالـــطيرِ يــَهـزجُ نَشـوانـــاً وظـَــمْــآنـا
:
ومــا تــَعـَـطّــرَ دَوحٌ مـِـــن مَــبـَاسِمِـها
ومــا تَــسـَــرَّجَ نــجـمٌ بــــاتَ يـَـرعانـا
************
هــل باتَ سَهْمُ العينِ رَاحَ يَرشُقَنـَـا
أمْ قـَـلبُهـَـا المَــسجـُـورُ هَــــزَّ بـُرَكانا
:
أمْ عـَصرُهَا الـــمَلــعونُ راحَ يــَفتنُـهَـا
ونَبـضُهـَـا المَــجــنــونُ ناجَ شَيطانا
:
وأصبحت ليلى تَــشْرِي مـَـحَاسِـنَهـا
مثل البناتِ ... تُــحــبُّ الــثَّوبَ عُريانا
:
ياعَصـرَهّا الــملــعون ، يا كراهــيتى
ارحــم زمــاناً كــان الحـبُّ سُـلطـانـا
:
زَرَعْــتَ فـــي دَربِ الـبـنـاتِ أربــعــةً
لـَثـمَ الـهـوى، والـخَـنَا، ولا ،وعِصيانا
************
أَيَــا شَــبـَـابـاً ويـا شَـمعاً نُسَرِّجُـهُ
إنَّ الــذى جئتَ تَشكُو منه شَكوانا
:
لكنَّ قــلــبـي غـَــضٌّ لايـُـدَنِّــسُــهُ
عُهْرُ الــفُجُورِ ولا يـَـغتـَـالُ نَــجوانَــا
:
واللهِ مــاســتَعذبتُ الحُبَّ مِن أحـدٍ
أهدَى إلىَّ بـِـنِصفِ النَّــبضِ تـِحنَانَا
:
والله مـــا انكَــسَرَ الــفؤادُ مِن أحدٍ
إلاّ وَقَلبٌ قَسِـــيٌّ لاحَ هَــيمَانا
:
واللهِ مــا خَلُــصَ الفـــؤادُ مِنْ تَعَبٍ
إلاَ ودَاعِــي الهــوى يُغْرِيهِ مـَـغْنَانَا
.
د. حسن سراج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق