أَزرَع اليَاسَمِين لَك . . .
كَيْفَ لَا تُحْكَى الْقَصَائِد وَتَشْكُو حِين تَتَوَقَّف لُغَةُ الكَلاَمِ مَعَكَ فَالحُروُف كَانَت وَسِيلَتِي . . .
وتَحكِى حُروفِي مَالًا يُقَال وَحِين يَعْجِز اللِّسَان فَيَبْقَى القَصِيد تَعْبِيرٌ عَنِ جُرْحِي وصَمتِي . . .
يُقْتَل الصَّمْت الْكَلِمَات ويطبق عَلَى الشِّفَاه فَمَا تَحْمِلُه الرُّوح كَثِير فَكَيْف أَطْلَق صَرخَتي . . .
مِنْ عِظَمِ الْأَلَم تَكْمُن غُصَّة بالأعمَاق بِحَرْقِه بَيْن جفونِ فَلَا تَجِدُ مِنْ حَرَقَتْهَا إلَّا دَمعَتي . . .
وَفِى القَصِيد أَجِد سَبِيلًا لِتَخْرُج بَيْن دَفاتِري أشوَاقِي وَأَوْجَاعِي وَتُحْمَل بَيْن طَياتِها أنَتِّي . . .
سَتبقىَّ بَعْدَ حِينٍ حُروفِي وقَصائِدي تَشْهَدُ عَلَى وَعَد بِالْوَفَاء وبالصِدق وَجُنُون صَنِيعَتي . . .
وَعَلَى السُّطُور أَكْتُبَ مَا كَانَ ليَقرأهُ مَنْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ وَقَلْب شَهِيدٌ عَسَى يَسْعَد بِقِصَتِي . . .
مَا كَانَ عِشْقِي لَهْو وماكان لَيْلِي دُون طَيفِها هِى قَضِيَّة غَرَام يَأسِرني وَكَانَتْ هِىَ قَضِيَّتَي . . .
دَوْمًا قَلْبِي فِى غَرامِها شَابٌّ فُتْيَا وَزَمَان شَيَّب مَفْرِقِي وَشَابٌّ زَمَانِي عِنْدَ سَمَاعِ حِكايَتي . . .
عَلَى ضِفاف الْأَحْلَام مَع طَيفِها أَسْكَن فَيُسَكِّن أَنِيني تِلْكَ كَانَتْ سَلوَتي وَكَأسِي وَسعَادَتي . . .
سَأظَل أزْرَع الْيَاسَمِين لَك بِسَفْح السُّطُور طَالَمَا حَيِّيت فَإِنْ تَوَقَّفَتْ فإِعلَمِى أَنَّهَا انْتَهَت حَيَاتِي . . .
(فارس القلم)
بقلمى / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق