28/08/2020

الشاعرة الدكتورة زهيرة بن عيشاوية

هذا الصباح ،
وقفتُ أتأمل لوحة جميلة ..
إطار قديم يبدو ثمينا ..
صورة لامرأة تعانق السماء
و تتفتح بتلات الورد على شفاهها 
و يبتسم الثغر ياسمينا 
يكاد يفوح الفل والريحان من خصلاتها 
و يطير مع النسيم شالها 
و فستانها يصنع للسعادة من الزهر أكاليلا ..

سماء أزرق لونها 
لا سحاب فيها 
و حديقة أخضر عشبها لا اصفرار يفسدها ، 
والمياه ترويها ..

تأملتُ عينيها ...
تأملت عينيها ..
و ليتني ما أطلت النظر لعمقها 
ولا قراتُ معانيها ..
عينان يلونها السواد
والحزن ساكن فيها 
تكاد تنطق بالأسى 
وتحدث بكل ما بالأمس جرى ..

فجأة ،
انتبَهَت لوجودي ،
نظرت إليّ ..
يا إلاهي !
ماذا حدث للّوحة الجميلة أمامي ؟
هربت كل الألوان منها 
أصبحت سماؤها رمادية بلون الغمامِ ..
و ذبلت كل الورود والزهور على الشفاه الصامتة ..
و جفّ العشب على ضفاف الروح الواهية ..
والمياه صارت بلون الدماء النازفة ..
و أصبح الفستان أسودا
والجو مرعبا 
و اهتزت اللوحة تحت شظايا البرق في كف يدي ..
فتشقق الجدار 
و جرحت معصمي 
رفعتُ عيني أتأمل الجرح العميق 
فإذا بها ترمقني بنظرة حانية ..
و تلومني على إطالة النظر في مرآتي الواهية ..

الدكتورة زهيرة بن عيشاوية
DrZouhaira Ben Aichaouia

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...