وقفتُ أتأمل لوحة جميلة ..
إطار قديم يبدو ثمينا ..
صورة لامرأة تعانق السماء
و تتفتح بتلات الورد على شفاهها
و يبتسم الثغر ياسمينا
يكاد يفوح الفل والريحان من خصلاتها
و يطير مع النسيم شالها
و فستانها يصنع للسعادة من الزهر أكاليلا ..
سماء أزرق لونها
لا سحاب فيها
و حديقة أخضر عشبها لا اصفرار يفسدها ،
والمياه ترويها ..
تأملتُ عينيها ...
تأملت عينيها ..
و ليتني ما أطلت النظر لعمقها
ولا قراتُ معانيها ..
عينان يلونها السواد
والحزن ساكن فيها
تكاد تنطق بالأسى
وتحدث بكل ما بالأمس جرى ..
فجأة ،
انتبَهَت لوجودي ،
نظرت إليّ ..
يا إلاهي !
ماذا حدث للّوحة الجميلة أمامي ؟
هربت كل الألوان منها
أصبحت سماؤها رمادية بلون الغمامِ ..
و ذبلت كل الورود والزهور على الشفاه الصامتة ..
و جفّ العشب على ضفاف الروح الواهية ..
والمياه صارت بلون الدماء النازفة ..
و أصبح الفستان أسودا
والجو مرعبا
و اهتزت اللوحة تحت شظايا البرق في كف يدي ..
فتشقق الجدار
و جرحت معصمي
رفعتُ عيني أتأمل الجرح العميق
فإذا بها ترمقني بنظرة حانية ..
و تلومني على إطالة النظر في مرآتي الواهية ..
الدكتورة زهيرة بن عيشاوية
DrZouhaira Ben Aichaouia
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق