30/10/2019

الكاتبة مها الخواجه

قصة قصيرة
واقع إفتراضي

تستيقظ على صوت الهاتف المحمول،تمسكه وترد بصوت ناعس:من..تستمع للطرف الآخر ثم ترد :أعتذر يا أمي لم أرى من المتصل،كيف حالك إشتقت لك كثيراً،أعرف أني
مقصرة في زيارتي لك،وكيف لي أن أنساك،أرجوك لا
تقسي علي،سآتي لك اليوم حاضر،تغلق الهاتف وتقوم من الفراش،وهي تمسك رأسها وتحدث نفسها:أووف ما هذا الصداع...تدخل غرفة أولادها،فتتذكر أنهم ذهبوا لمدارسهم
في الصباح الباكر وهي أكملت نومها،،تدخل للمطبخ وتعد
فنجان من القهوة وأثناء تناوله تتصفح الانترنت في هاتفها
المحمول وهي تسأل نفسها: بدون الانترنت وأصدقائها ماذا كانت ستفعل وكيف تتغلب على الملل
ووحدتها بعد سفر زوجها للعمل في إحدى الدول العربية
وتركها هي وولديها وتحملها عبء ثقيل من المسؤولية
وهذا الفراغ النفسي والعاطفي الذي دفعها للإنغماس في عالم الانترنت والصفحات والمجموعات ومع الوقت
ابتعدت عن الحياة الاجتماعية وزيارات والأهل والأصدقاء
حتى والدتها أهملت في الاطمئنان عليها وودها،
تعزم على أن تغير من روتينها اليوم،وتخرج لزيارة والدتها
والاطمئنان عليها،تستعد للنزول بعد عودة الولدان من المدرسة،وتناول طعامهم،على السلم تقابل جارتها وصديقتها وتفاجأ أنها فقدت كثيرا من وزنها ويبدوا عليها الارهاق والمرض،تسألها عن حالها،فتعلم أنها مريضة منذ فترة وأنها هي المقصرة في التواصل والسؤال عنها،تحزن
في نفسها على تقصيرها هذا وتعدها أنها ستزورها وتطمئن عليها ،تخرج للشارع بصحبة ولديها وتلاحظ وهي في طريقها وجوه الناس،ما هذا العبوس ما حال هؤلاء الناس
معظمهم ممسك بالهواتف المحمولة ويتصفحها حتى وهو يعبر الطريق،حتى أنه كاد أن يحدث أكثر من حادث سير
بسبب هذا التصرف،تصل منزل والدتها وتجد إخوتها وأخواتها هناك،وتكتشف أنها لم ترهم منذ مدة طويلة،
يالله كم أوحشوها،إشتاقت لتجمعهم والحديث معهم،
ولكنها فوجئت،كلما فتحت حديث انقطع لانشاغلهم بما في أيديهم،(الهاتف المحمول)ماهذا وجودهم جسدي فقط
وعقولهم وأرواحهم ليست معها،ماهذا يا أمي تتسائل
ترد الأم:هي لعنة يا ابنتي وأصابت الجميع،ويقولون تواصل اجتماعي وواقع افتراضي،ولكنهم انفصلوا عن واقعهم ودمروا تواصلهم وصلاتهم،تؤنب نفسها لأنها مثلهم انفصلت عن واقعها واهملت صلاتها الحقيقة واندمجت في واقع إفتراضي.
مها الخواجه#Maha

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...