حَاذِرْ فُؤَادَكَ ، لِلْهَوَى أَيَّامُ
تَمْضِي وَفَوْقَ هَبَائِهَا الْأَحْلَامُ
لِلْحُبِّ رَوْحٌ إِذْ يَلَذُّ مَذَاقُهُ
لَكِنَّهُ بَعْدَ النَّوَى بِرْسَامُ
ظُلْمُ الْمُحِبِّ لِنَفْسِهِ إِذْ لَا يَرَى
أَنَّ الْهَوَى بِطِبَاعِهِ ظَلَّامُ
لَا تَغْفُلَنَّ عَنِ السَّقَامَةِ بِالْجَوَى
إِذْ عَنْ مَدَاهَا تَغْفُلُ الْأَجْسَامُ
مَنْ يُسْعِرِ الْأَنْفَاسَ فِي بَلْبَالِهِ
فَجَوَاهُ فِي رَحَبِ الْفُؤَادِ حِمَامُ
أَلْقَلْبَ لَسْتَ تَعِي وَنَفْسُكَ عَبْدُهُ
فَإِذَا سَبَى لَمْ تُحْيِهَا الْأَنْسَامُ
لِلنَّفْسِ ضَلٌّ إِنْ تَرَكْتَ زِمَامَهَا
وَمَهَانَةُ الْإِنْسَانِ حِينَ يُلَامُ
إِنَّ النُّهَى أَقْوَى زِمَامٍ قَادَهَا
لِرَشَادِهَا إِذْ قَدْ أُمِيطَ لِثَامُ
مَنْ هَانَ لَمْ يَقِهِ الدِّثَارُ هَوَانَهُ
فَكَأنَّهُ بَيْنَ الضُّلُوعِ حُسَامُ
مَنْ عَزَّ آتَى النَّفْسَ أَوْجَ كَمَالِهَا
فَثَوَى مَكَانَ الطَّوْدِ وَهْوَ هُمَامُ
إِنَّ الَّذِي بَالَى عَزَازَةَ نَفْسِهِ
دَانَتْ بِهِ الْأَقْوَامُ وَهْوَ إِمَامُ
لِلْقَلْبِ حَالَاتٌ سَبَتْ لَا تُتَّقَى
غَسَقًا ، كَمَا لَا تُتَّقَى الْأَوْهَامُ
أَلْمَرْءُ يَجْهَلُ قَلْبُهُ عُقْبَى الْهَوَى
وَالْجَهْلُ يَمْقُتُ مَا تَعِي الْأَفْهَامُ
وَالْحِلْمُ يَعْلَمُ مَا يَضِيرُ فُؤَادَهُ
فَحَقِيقَةُ الْأَشْيَاءِ حِينَ تُرَامُ
وَالنَّفْسُ تُؤْثِرُ مَا يُثِيرُ مُيُولَهَا
وَالْإِخْتِيَارُ عَلَى الصَّوَابِ وَسَامُ
لِلْمَرْءِ لَيْلٌ لَا يَشُوبُ نَهَارَهُ
إِلَّا إذَا رَامَ الْكُسُوفَ ظَلَامُ
مَا نَابَ عُمْرَكَ مِنْكَ أَنْتَ رَدِيئُهُ
إِذْ رَامَ قَلْبُكَ أَنْ يَشُوبَكَ ذَامُ
إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ فُؤَادٍ صَانَهُ
صَدْرٌ وَلَمْ يَصْطَنْكَ مِنْهُ ذِمَامُ
لَا تَعْجَبَنَّ مِنَ النَّدِيمِ إِذَا عَنَا
عَدَمَ الْوَفَاءِ وَوَجْهُهُ مِبْسَامُ
فَالْقَلْبُ أَقْرَبُ صَاحِبٍ خَانَ الَّذِي
يُحْيِيهِ بِالْخَفَقَانِ حِينَ يَنَامُ
أَيَخُونُ مَنْ تَحْوِيهِ نَفْسُهُ مِثْلَمَا
تَحْوِي الُّلحُومَ عَلَى الْحَيَاةِ عِظَامُ
أَلْحُبُّ لِلْمَفْتُونِ مِثْلُ طَعَامِهِ
وَفَسَادُهُ أَنْ لَا يَطِيبَ إِدَامُ
مَنْ حَاوَرَ الْأَيَّامَ دُونَ فُؤَادِهِ
أَرْدَى الْحِجَى إِذْ لَا يَسُودُ كَلَامُ
ألشاعر الدكتور:نصرالله فخرالدين
29/08/2019
الشاعر د. نصرالله فخرالدين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف
الشاعر شعبي مطفى
يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...
-
هذه هي الحياة..مفارقات ومفارقات،. أنْ ياتيك شئ بعد آوانٍ فات.. أنْ ترجو ٱلحياة،.لِتُعيدَ لكَ الحياة،. ماذا أيتها الحياة،. ماذا لو تعطينا شئ ...
-
مشاعر خلف الشاشة قال لي هل عندك الحكمة وتعطيني جواب.. يريح قلبي .. وينهي حيرتي من غير عتب.. احببتها منفردا دون علمها وبحبها اكتوى ا...
-
الدنيا دخل من باب سحرته بعيونها قدمت له الكتاب قرات له سلطانها حلمه فيها داب تمنى يكون فنانها ذوقته كل ماطاب مابينت له اسنانها زواجه منها خا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق