وادي ميراچ
تهيئة
وادي ميراچ قصة رمزية لشاة فقدت أثر قطيعها كما تعتقد، قذفها القدر للعيش بالقرب من وادي الذئاب
أو كما يطلق عليه وادي ميراچ
الحياة رواية تحمل في طياتها الخير والشر الصراع والعطاء .
وادي ميراچ رمزية لرحى الحياة المتقلبة تجاهد فيها ڤيكتيما تلك الدائرة لتنقذ نفسها من براثن الغد المجهول ، وأنياب الماضي الأليم ،،،،
الفصل الأول
في احدى الكهوف نهضت ڤيكتيما تتعثر خطواتها،
تحاول جاهدة أن تستجمع ذاكرتها حول ما أصابها،
ولكن بدون جدوى فما زال عقلها مشوش وتلك الإصابة برأسها تمنع إكتمال الصورة أمام ناظريها
فقط هرج القطيع وتخبطهم نحو الفرار،،،،،
وصورة غير واضحة لذلك الوحش فقط أنيابه التي تلمع في غسم الليل وقطرات الدماء التي تسيل من فمه.
أصابتها قشعريرة واشتد ألم رأسها .
أين أنا ؟
وما هذا المكان ؟ أين بقية القطيع؟
تمالكت ڤيكتيما خطواتها وتجولت في الكهف تبحث عن إجابة لأسئلتها البائسة أو مكان آخر تنعم فيه بقبس من الدفء.
صوت قطرات الماء تتساقط من أعلى الكهف تقرع في مسامعها معزوفة مرعبة تترتعد لها أوصالها.
فجأة شعرت ڤيكتيما بوقع خطوات ترن في أرجاء الكهف ، اختبأت ڤيكتيما في إحدى الفتحات مابين شعورها بالخوف مما ينتظرها أو قد يكون أحد أفراد
القطيع يتفقد أثرها.
بدأ صاحب الخطوات يتفقد الكهف وكأنه يلتمس شيئاً فقده وڤيكتيما تكتم أنفاسها المتعبة خوفاً من أن يكون هو ذلك الشبح الذي يطارد ذاكرتها.
والخطوات تقترب أكثر وأكثر وفجأة،،،،
بدأ الوافد يرسل تحيته مزيد من الترحيب عبارات لم تفهم ڤيكتيما منها شيء
"أنا اسنيبرس من وادي ميراج "
"أحضرت لك بعض العشب "
التفتت اسنيبرس يميناً ويساراً دون جدوى
فتركت العشب وهرولت مسرعة إلى خارج الكهف،،،،
كادت أنفاس ڤيكتيما تختنق من تلك الفتحة الضيقة وما أن سمعت تلك الخطوات تهرول بعيداً حتى رمت بجسدها المنهك خارج الفتحة تلقم أنفاسها ،
لمن تلك الخطوات؟ سمعتها تتكلم ولكن لم أفهم لغتها لعلها من قطيع يسكن بلاد بعيدة !
ماهذا؟ عشب غض وكأنه قطف من المرعى الآن
يااااااإلهي كم أتضور جوعاً، فذلك الوحش أفقدني الأمن والمرعى.
لعل تلك الوافدة كانت ترعى بالقرب من الكهف وفزعت من الكهف وصوت الماء ففرت هاربة.
داهم النعاس أجفان ڤيكتيما فغلب حراسها وسط تفكيرها فيما يحدث لها فخلدت مستسلمة لذلك السلطان بعد أن عزمت أن تتفقد خارج الكهف لعل والدتها تبحث عنها أو تجد أثر لقطيعها الفقيد،،،
أسرعت اسنيبرس إلى وادي ميراچ يساعدها جسدها الرشيق كأنها تسابق الريح المرسلة،
في ساحة الوادي الكبيرة اجتمع ذئاب الوادي اصطفوا حول صخرة عظيمة اعتلاها زعيم الوادي وقائد القطيع
" جان كي " الجميع يثق في قيادة جان كي حتى وإن اختلفوا معه يحادثهم عن أحوال القطيع والأخطار التي تهدد أمن الوادي
اقتربت اسنيبرس من جان كي وهمست له ببعض الكلمات جعلت من هيئته تتغير ولكن كعادته في ضبط انفعاله وخاصة أمام القطيع أشار لها برأسه فانسحبت اسنيبرس لتنضم لباقي القطيع ولكن عقل جان كي حلق بعيداً وأصبح من الصعب عليه أن يجاري القطيع في حديثهم.
استأذنهم لعمل طارئ أوجب عليه المغادرة وحثهم على التزام كل فرد بواجبه نحو القطيع،،،،
توجه جان كي للغابة يفكر في تلك الكلمات التي همست بها اسنيبرس،
"أين ذهبت تلك الشاة؟ "
"الجرح برأسها غائر،كيف تمكنت من مغادرة الكهف "
قادته قدماه إلى الكهف، يبحث في الشعاب حوله لعله يجد أثرها.
كان يومي حافلاً بالكثير من الأمور، لم يكن بحاجة للبحث عن شاة حتى هذه الساعة المتأخرة .
أسند جان كي رأسه إلى مابين يديه وافترش رجليه على شاطئ البحر وأطلق صيحاته المدوية لينذر أي أحد من الاقتراب منه .
على غير عادته في الاستيقاظ نهض جان كي كسولاً
تداعب فراءه الناعم أشعة الشمس، نفض عن جسده رمال الشاطئ وحدث نفسه عن الشاة واختفائها
سأذهب للكهف، يمكنني البحث هناك في ضوء الشمس.
صعد جان كي الهضبة ودخل الكهف رويداً، لا أثر لها
وفجأة وجد جان كي بعض الأعشاب ملقاة على الأرض ولكن دون جدوى لا أثر لڤيكتيما .
لم يشعر جان كي بوجود اسنيبرس إلا عندما خاطبته باندهاش
اسنيبرس : انظر عزيزي للعشب .
جان كي : مابه اسنيبرس
اسنيبرس : أحضرت العشب للشاة كما طلبت مني ولكنه كان وفير
جان كي : هل تقصدين أنها......
وقبل أن يتم جملته سبقته اسنيبرس
اسنيبرس : أجل عزيزي أكلت منه
اطمأن جان كي بعض الشيء ولكن اختفاؤها يثير دهشته.
اسنيبرس : عزيزي لا تقلق سأتفقد الكهف وجواره
جان كي : جل اعتمادي عليك اسنيبرس ولكن ليبقى الأمر سراً
بيننا، لا أريد تصدعا في القطيع
مازحته اسنيبرس بمرحها المعهود : هل تشكك في قدرات اسنيبرس؟!!
تبسم جان كي ، وهم بالعودة للوادي.
يتبع بإذن الله
زهر النرجس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق