25/07/2021

الشاعرة رومي الريس

قصة قصيرة
بعنوان/ زهرة الياسمين
******************
تعلقت بها منذ النظرة الأولى
كنت فتا يافعا في مرحلة المراهقة
وكانت هي معلمة الصف
أستاذه ياسمين كان هذا اسمها
فعلا هي كانت أقرب ما تكون لزهرة الياسمين في جمالها ورقتها
بوجهها النوراني، الملائكي
وصوتها العذب الذي يشبه صوت بلبل جميل
لقد تفوقت في مادتها : اللغة العربية
لأني كنت أحبها
لألفت نظرها تجاهي
ليس إلا
حاولت كثيرا أن أبوح لها بمكنون قلبي
فخانتني شجاعتي
فحين كنت أنظر إلى عينيها أصاب بالخرس وتسارع دقات قلبي وتتلاحق أنفاسي و أذهب لعالم بعيد
... إلى جزيرة ساحرة كأنها قطعة من الجنة
ليس بها سوانا و
أنا وهي ترفرف فوقنا أعلام السعادة 
...سعادة لا نهاية لها
وظللت أفكر كيف أعبر لها عن إعجابي حتى هداني تفكيري لتلك الفكرة
حيث كان منزل والدي محاطا بحديقة غناء
وكنا نزرع فيها زهور الورد والفل والياسمين 
وحرصت كل صباح أن أقطف لها باقة من زهور الياسمين 
وأعطيها لها في طابور الصباح دون أن أنطق حرفا واحدا 
...كانت تفرح بها كثيرا
وتقربها من أنفها الدقيق 
الجميل وتشمها وتبتسم
تلك الابتسامة الساحرة
فتمنحني سعادة غامرة
تلازمني طوال اليوم
إلى أن جاء ذلك اليوم
الذي لن أنساه ابدا ما حييت
حين أمسك مدير المدرسة بالميكروفون وعلى وجهه علامات الحزن والأسي
وبصوت حزين قال:
أحمل أخبارا مؤسفة
لكم جميعا 
لقد انتقلت الأستاذه
ياسمين إلى رحمة الله
تعالى
إثر حادث أليم وهي في طريقها إلى المدرسة صباح اليوم 
نزل الخبر على رأسي
كالصاعقة ومادت الأرض  تحت قدمي ،ولم أشعر بنفسي إلا وأنا مسجي على السرير في المستشفى
بعد أن تعرضت للإغماء
وهبوط مفاجئ في ضغط الدم
وظللت مريضاً لفترة طويلة وحين استرددت عافيتي
ذهبت لزيارة قبر الآنسة
ياسمين كما كنا نناديها 
وكنت حريصاً على اصطحاب باقة الياسمين
معى ووضعها على قبرها
وهناك كنت أتحدث معها
بطلاقة دون خوف أو خجل لوقت طويل
حتى غروب الشمس
ثم أودعها و أمضي في الطريق 
لقد مر زمنا طويلا
على وفاتها ولكن كلما شاهدت زهرة الياسمين
أو شممت رائحتها الزكية
تجددت ذكراها العطرة من جديد وتجددت أحزاني
بقلمي رومي الريس
زهرة الياسمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف

الشاعر شعبي مطفى

يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...