قصيدة :
اللصوص في بلادي
بقلم / على حزين
اللصوص في بلادي كثيرون
يسرقون كل شيء
ولا يستحون
تراهم في الصباح ، وفي المساء
وفي كل وقت وحين
يتغايرون كتغاير الليل والنهار
ويتعاقبون علينا كتعاقب الفصول
ويتوالدون كالديدان
وكالروتين
وربما رأيتهم يصلّون
وهم راكعون ، ساجدون
*
اللصوص في بلادي لا يزالون
يسرقون كل شيء ,
ولا يزالون
يسرقون الشمس، والقمر
والعشب ، والكلأ ، والماء، والهواء
يسرقون المطر من السماء
يسرقون القوت من الفقراء
والابتسامة من الوجوه
والكساء، والدواء
وأحلام البسطاء
بلا رادع من حياء
*
اللصوص الفاسدون المفسدون
تراهم على كل شكل ولون
كالحرابي يتلونون
مرتشون ، مزورون ، مختلسون
لا يخافون الله ، ولا يتورعون
يأكلون السحت ملء البطون
يسكنون القصور فارهين
وتراهم في العِشاء وهم سامدون
يضحكون , ويغنون , ويرقصون
وهم فرحون بهزِّ البطون
*
في بلادي الطيبة المؤمنة
المتوضئة بالندى، والنور
والربيع الأخضر الحر
اللصوص فيها كبار، كبار
يسرقون كل شيء باقتدار
يسرقون الأفكار
والعطر من الأزهار
وبيوت العصافير
وضوء القمر ...
" والفجر"...
" والصبح إذا أسفر"..
*
اللصوص الأشرار
يسطون على ضوء النهار
يسرقون رمال الشُطُآن
والمحار من البحار
يسرقون الصغار, والكبار
ويقطعون الأشجار
ويتاجرون في الجنس
والمخدرات ،
والأطفال الصغار
*
اللصوص الأشرار
يسرقون كل شيء في وضح النهار
ويفسدون في الأرض, ولا يصلحون
يقتلعون أشجار البرتقال
والزيتون ،
وأشجار النخيل , والليمون ،
والكحل من العين
ولا يتورعون , ولا يستحون
*
في بلادي التي تئن من القهر
منذ قرون
بلادي التي تحتضر
تحت المطر
ومازالت تنتظر الجودي
وحقها في الحياء
اللصوص فيها كُثر
سرقوا , ولا يزالون يسرقون
كل شيء
وينهبون خزائن الأرض
والمضحك المبكي
يحضون على طعام المسكين
يا حمرة الحياء
*
فطوبى للفقراء خُمصْ البطون ,
طوبى للغرباء الطيبون
طوبى للضعفاء المساكين
للّاجئين ــ في كل مكان ــ المشردين
المقهورين , المهجرين ,
طوبى للمخلِصين
الشرفاء المخلَصون
ولمن سكنوا خيام الإيواء
لمن فرشوا العراء
توسدوا الأرضَ , والتحفوا السماء
لمن تاهوا في الأرض سنين
بلا وطن
وللباحثين عن الوطن
في العراء
في زمنٍ ماتت فيه حمرة الحياء
والذين ماتوا قرون اًتحت القهر
والرازحين في البرّ , والبحر
النازحين من الظلم
وتحت أنقاض السكن
نائمون , ميتون
إلي كل هؤلاء وغيرهم ,
أنا أعتذر , أعتذر
**********
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر
تمت 27 / 7 / 2019 يوم السبت
02/11/2019
الشاعر على السيد محمد حزين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
. بقلـــــ♥ــــــم الشاعر غازي أحمد خلف
الشاعر شعبي مطفى
يا ساقي كأس ألصبر أسكب وأملأ ولا تسولني ولا دًق باب محاني ولا تعرف مناش أنعاني ساكن وحدي مانعرف جيراني ومن أحلامي مهاجر مكاني نفكًر ألهمً إل...
-
مشاعر خلف الشاشة قال لي هل عندك الحكمة وتعطيني جواب.. يريح قلبي .. وينهي حيرتي من غير عتب.. احببتها منفردا دون علمها وبحبها اكتوى ا...
-
الدنيا دخل من باب سحرته بعيونها قدمت له الكتاب قرات له سلطانها حلمه فيها داب تمنى يكون فنانها ذوقته كل ماطاب مابينت له اسنانها زواجه منها خا...
-
هذه هي الحياة..مفارقات ومفارقات،. أنْ ياتيك شئ بعد آوانٍ فات.. أنْ ترجو ٱلحياة،.لِتُعيدَ لكَ الحياة،. ماذا أيتها الحياة،. ماذا لو تعطينا شئ ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق