.........
عندما تقضّي الأمسية مع الفيزياء تشعر بأن كل شيء على وجه الأرض هو معجزة من عند الخالق .. و أن كل نبضة فيك هي نعمة من نعم الرحمن .. و تشعر أن كل شيء من حولك هو مصدر للطاقة الإيجابية و سبب من أسباب السعادة .
الفيزياء تربطك بعالمك الحقيقي .. بواقعك بنفسك بجسدك ، بحواسك الخمس ، بمحيطك .. تشعرك أنك فعال .. أنك بنيان مكتمل الجوانب أنك أعجوبة على وجه الأرض وأنك مهم ورئيسي في هذا الكون .
الفيزياء تثمّن واقعك المَعيش مهما كان نوعه .. وتعطيك تفسيرا واضحا لكل تفاصيل حياتك اليومية فتشعر بالاطمئنان والسلام الداخلي .
أما الشعر فيجعلك تحلق في عالم الخيال .. خيال قد يحقق لك بعض السعادة .. ويمنحك فرصة للتعبير عن مكنونات روحك و عن تفاعلك نفسيا وعصبيا مع ما يدور من حولك ..
و لكن انعكاساته قد تكون خطيرة خاصة إذا كان يفصلك عن حياتك الفعلية .. وربما تفقد إحداثياتك على أرض الواقع فتتوه .. و يصغر عالمك الحقيقي في عينك بحيث تجد صعوبة في التأقلم مع عائلتك والجيران و الأحباب .. و تشعر وكأنك معلق تتأرجح بين السماء والأرض .. و قد تفقد تلك الحلقة الرئيسية و المتينة التي تربطك بسطح الأرض فتجنح إلى العزلة أو إلى العَجلة في تعاملك مع أبنائك و أسرتك أو في قضاء شؤونك اليومية ..
وربما تشعر بفجوة تمنع اكتمال سعادتك حتى وإن توفرت كل أركان تلك السعادة وأسبابها وظروفها ..
كما يداهمك شعور بالحيرة و الضياع و لا تجد تفسيرا لذلك .. وهذا ينذر ببوادر الانفصام أو الاكتئاب .. فاحذروا المبالغات .
.........
#ناعمةنعمان .
19 أفريل 2020 س 01 و 40 دق .
ما أعظم المثقف ان يكون عضويا ، التاريخ يحبل بادباء سرقتهم العلوم لتكون هي المصبار التي به ينظر للحياة و يكون الأدب هو سم الخياط الذي من خلاله يرتق تلك الأفكار الممزقة
ردحذف